إن الناظر في عبارات الأمل وما كتب فيها نجد أنها تعمل وبقوة على انشراح الصدور في وقت الضيق والأزمات، وترسم على وجهك يوماً مشرقاً في وضح النهار يستمر معك بقية اليوم ليخفف الأحزان التي تصيبك وتجعلك ترى بصيص النور في وسط كهف مظلم وأنت تبتسم، وإذا تعثرت قدمك، وسقطت على الأرض، فسوف تقف مجددا وأنت أكثر تماسكاً وقوة، فتجد أن هناك أملاً ينتظرك وفرج بعد يسر، وإنجاز بعد إخفاق.
والأمل في أبسط معانيه يعرف بأنه وقود الحياة الذي يجمع بين التفاؤل والعمل وبعبارة أخرى هو الدافع الذي يدفعك لكي تسير في الحياة، وأنت تعلم أن المستقبل أفضل من الماضي، وأن عندك القدرة لتحقيق أحلامك وتغير أفكارك من أفكار تشاؤمية إلى أفكار ناجحة؛ وبهذا تستطيع أن تفوز في العمل والحياة معناً.
إن النجاح الحقيقي وهو أن تكون راضياً تماماَ عما أنت عليه الآن بينما أنت بعد أن تصبح أفضل ما تستطيع، وهذا لن يحدث إلا بالتفاؤل والعمل بالأمل نحو غد مشرق.
والخبر السار هو أن الأمل لا يتطلب منك تغييرات هائلة في التفكير لتتماشى بشكل أوضح مع مشاكل الحياة فالأمل قادر على عمل تغييرات وتحولات في الطريقة التي نفكر بها في أنفسنا وإمكاناتنا المهنية وعلاقتنا، وبالأمل ستقوي فورا شخصيتنا وكيف ينظر إلينا الآخرون، وستمنحنا الثقة للقيام بأشياء غير عادية ربما لم نكن نعتقد أنها ممكنة.
ومن أجمل ما قيل عن الأمل من عبارات أن من فقد الأمل فقد الحياة، وأن الشتاء إذا أغلق أبواب بيتك، وحاصرتك تلال الجليد من كل مكان، فانتظر قدوم الربيع وافتح نوافذك لنسمات الهواء النقي وانظر بعيداً، فسوف ترى أسراب الطيور، وقد عادت تغني وسوف ترى الشمس، وهي تلقي خيوطها الذهبية فوق أغصان الشجر لتصنع لك عمراً جديداً وحلماً جديداً وقلباً جديداً، ولا تحزن الأمس فهو لن يعود ولا تأسف على اليوم فهو راحل واحلم بشمس مضيئة في غد جميل.
إن الأمل تتوقف عليه حركة الإنسان في الأرض وحاجاته وأهدافه وتطلعاته، فإذا عاش الدنيا بلا أمل، فسيعيش في ظروف قاسية وصعبة؛ لأنه يتصور أنه لا يوجد انفراج بعد الضيق، ولا يسر بعد عسر، فيصاب بالقنوط والابتئاس والخيبة والسأم والضجر واليأس.
وخلاصة القول نستطيع بأن نقول إن مشاعر الأمل تعمل على إحداث تغيرات جذرية داخل النفس البشرية تجعلها أكثر قوة وصلابة في مواجهة مصاعب ومتاعب الحياة، والتي لا يخلو منها أي إنسان
@Ahmedkuwaiti