د. لمياء البراهيم


رؤية 2030 أكدت على تمكين الشباب، وبرز ذلك من خلال المبادرات والبرامج بتوجيه وإشراف من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء «يحفظه الله»، وبكلماته المحفزة دائما والتي تؤمن بالعقليات السعودية.
التحول الرقمي قدم فرص غير مسبوقة لتسريع التنمية المستدامة، وصارت التقنيات الرقمية مثل الأجهزة المحمولة، والخدمات، والذكاء الاصطناعي أدوات أساسية في تحقيق تلك الأهداف من خلال دعم البيانات الناتجة عن التفاعلات الرقمية في اتخاذ القرارات القائمة على الأدلة ذات التأثير العميق عبر الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية حيث تسهم التقنيات والبيانات الرقمية في تحقيق 70 % على الأقل من الأهداف الـ169 للتنمية المستدامة، مع إمكانية تقليل تكلفة تحقيق هذه الأهداف بمقدار يصل إلى 55 تريليون دولار أمريكي.
«أبناء العصر الرقمي» من الشباب الذين تترواح أعمارهم بين 15 و24 عامًا يمثلون الفئة الأكثر عمريا في استخدام التقنية، فالتكنلوجيا جزء أساسي من حياتهم ويستخدمونها لدفع التغيير وخلق الحلول، ومع اقتراب الموعد النهائي لأهداف التنمية المستدامة لعام 2030، يعد دور الشباب في الابتكار الرقمي أساسيًا لمواجهة التحديات العالمية.
في السعودية، جاءت رؤية المملكة 2030 لتضع الشباب في قلب خطط التنمية الوطنية. تعترف الرؤية بأن الشباب هم المورد الأكثر قيمة في البلاد، وأن تمكينهم من التعليم والتدريب والتوظيف هو المفتاح لتحقيق مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر. وقد أدت هذه الرؤية إلى تنفيذ العديد من المبادرات والبرامج التي تستهدف دعم الشباب في مختلف المجالات.
من بين الإنجازات التي حققتها السعودية في إطار رؤية 2030، يمكن الإشارة إلى إطلاق برامج مثل «برنامج تنمية القدرات البشرية»، والذي يهدف إلى تعزيز مهارات الشباب وتمكينهم من مواجهة تحديات المستقبل. كما تم إطلاق «صندوق الاستثمارات العامة»، الذي يساهم في خلق فرص عمل جديدة وتطوير ريادة الأعمال بين الشباب.
رغم الإنجازات التي حققتها المملكة في مجال تمكين الشباب، لا تزال هناك تحديات تحتاج إلى معالجة منها:
التحدي المستمر في الحاجة إلى فرص تعليمية مستدامة وتدريب مستمر يتناسب مع متطلبات سوق العمل المتغيرة.
على الرغم من التحفيز لرواد الأعمال الشباب، لا تزال هناك تحديات تتعلق بالتمويل والدعم الفني والإرشاد، وتعزيز الابتكار بتوفير الموارد اللازمة.
تقريب التفاوت في الفرص المتاحة للشباب بين المناطق المختلفة في المملكة حيث يحتاج الشباب في المناطق النائية إلى فرص متساوية في التعليم، التدريب، والتوظيف لضمان شمولية التنمية.
ولمشاركة أكبر للشباب، فيمكن تحقيق ذلك من خلال تطوير برامج تعليمية ومهنية تتوافق مع احتياجات سوق العمل المتغيرة، مع التركيز على المهارات الرقمية والابتكارية، وتأمين المزيد من الدعم المالي والفني لرواد الأعمال مع إنشاء منصات تعزز التواصل وتبادل الأفكار بين الشباب والمستثمرين، مع ضمان توزيع عادل للفرص التعليمية والتوظيفية بين مختلف مناطق
المملكة.
@DrLalibrahim