عيسى الجوكم 


وصلني كتاب (أبو صالح)، وله اسمٌ شهيرٌ (مَلِك الفلاشات)، واسمه البراند (فرانكي).
بمجرد تصفُّح الكتاب تذكَّرتُ مقولة فنان العرب "محمد عبده": (الفريان في كل مكان)، تاريخٌ ممتدٌّ لنصف قرن في مهنة المتاعب (الصحافة).
كاريزما إبراهيم الفريان عجيبةٌ غربيةٌ، متفرِّدة متميِّزة، فهو الصحافي الوحيد القادر على دخول كل الأندية، والحديث مع كل الشخصيات الرياضية، مهما كانت حِدَّة التنافس بينهم، وهذه الصفة بالذات لم يمتلكها أي إعلاميّ غير الفريان.
أعود لكتابه الذي يضمُّ صورًا من كل بُستان زهرة مع مسؤولين، ورياضيين، وعلماء، وفنانين، واللافت في كل ذلك قبوله من الجميع بابتسامةٍ ومودَّةٍ على اختلاف مناصبهم ومكانتهم وتنوُّع تخصُّصاتهم.
عندما أكتب عن كتاب الفريان، كأنني أعبُر محيطَ وبحار المناسبات الرياضية الكبرى، وأعجز عن فهم بعض تفاصيل الصور التي كانت مع نجوم العالم، الظاهرة البرازيلي رونالدو، ومواطنيه روماريو وريفالدو، وغيرهم في بطولة القارات، وكيف كان لهم السفير السياحي؛ للتعرُّف على العاصمة الرياض.
وتوقَّفتُ كثيرًا عند صورته، وهو يُصلّي في إحدى مباريات مونديال أمريكا، عام ٩٤؛ حيث كان لهذه الصورة صدى عالميٌّ واسعٌ في وكالات الأنباء العالمية، وأتذكَّر حينها انتشار تلك الصورة على نطاقٍ واسعٍ في صحف العالم بمختلف الدول الغربية.
والأدهى أنك تجد في كتابه صورًا لبعض المناسبات الكبيرة، أُقيمت في مدينتَين مختلفتَين، ولأنه ابن بطوطة الملاعب، فتجده في العصر في الرياض، وفي المساء في جدة.
كتب عنه مُعلّمي وأستاذي/ محمد بن علي البكر مقالًا أطلق عليه (سفير السعادة)، وهذه حقيقة، فهو خفيف الظل، يتمتّع بسِرّ القصص والحكايات التي لا تُمَلّ، وكل مَن يستمع له أو يلتقي به يجد الطيبة في قلبه، ومحبّته للناس، ومحبة الناس له، رغم أنه في بعض الأحيان يخرج عن النص، لكنه سرعان ما يعود معتذرًا؛ لذلك فهو لا يُجيد الخِصام في وسطنا الرياضي، والأهم أنه يحظى بالقبول من كل الأطراف، حتى مَن هم على خصامٍ مع ناديه الهلال.
لم أرَ إعلاميًّا أكثر من الفريان مساندةً للمنتخب والأندية السعودية في البطولات الخارجية من حسابه الخاص، دون أن يطلب من أي مؤسسةٍ أو جهة لغة (محمول مكفول)، وهذه ميزةٌ في الفريان جعلته صادقًا في مساندته للجميع.
في المناسبات الرياضية الكبرى، كان يحمل على عاتقه شعار المنتخب والأندية في المدرجات، على مدار نصف قرن من الزمان، بدون كللٍ أو ملل.
أتذكَّر قصةً له حدثت أمامي في أول صعودٍ للخليج للدوري الممتاز؛ حيث جاء مع الجبلين الذي يلعب مع الخليج، والفائز منهما يصعد للممتاز في ملعب نادي الخليج، وبعد فوز الخليج احتفل مع الخلجاويين، وواسى الجبلين.
نعود لكتابه.. فالفريان يملك حَدس التسويق بطريقةٍ عفويةٍ خطيرةٍ جدًّا، بدون الاعتماد على مستشارين ولا مؤسسات، فهو يصطاد الفرص بدقةٍ متناهية، وذكاء ودهاء كبيرَين، ولعل لقطته الأخيرة في كأس الدرعية للسوبر السعودي، بعد مباراة النصر والتعاون، وإهداء الكتاب للعملاق رونالدو، وتوقيع الأخير على كتابه، قد يكلف البعض الملايين من أجل هذه اللحظة، لكنه الفريان الذي نجح في مهمة تسويقه لكتابه (ببلاش)، شاطر وفاهم وخطير، رغم أن المساكين يُطلقون عليه (مسكين).
فرانكي.. يستحق التكريم لمشواره وقفشاته، وحضوره في المدرجات للمنتخبات في كل الألعاب، ولكونه نموذجًا بعيدًا عن التعصب الرياضي.
@ كرِّمُوه.. فهو يستحق.