محمد العويس - الاحساء

تتعدد الخدمات المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة بالمملكة، البالغ عددهم أكثر من مليون و400 ألف شخص، كما يحظون برعاية واحتضان بشكل خاص في بلادنا الغالية.

وفي هذا الصدد نسعد اليوم باستضافة أول جمعية متخصصة بخدمة ذوي التوحد في المملكة العربية السعودية، والتي تأسست في عام 2009 على يد سمو الأميرة سميرة بنت عبدالله الفيصل آل سعود وعدد من أولياء الأمور والمختصين في المجال.

وتُعتبر الجمعية هي الرائدة في مجالها، ولمعرفة المزيد من الخدمات والمشاريع والأهداف والرؤى المستقبلية التي تستهدفها الجمعية نرحب رئيس مجلس إدارة ”جمعية أسر التوحد“ الأمير سعود بن عبدالعزيز بن فرحان آل سعود.


بدايةً سمو الأمير.. حصدت الجمعية مؤخرًا جائزتين إحداهما دولية Great place work والأخرى Stevie Awards على مستوى الشرق الأوسط.. ماسر هذه التفوُّقات؟


الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين.. أشكر صحيفة "اليوم" على هذه الإستضافة في بادرة غير مستغربة لتسليط الضوء الفاعل على أحبابنا من ذوي التوحد.



لم تأتِ هذه الجوائز إلا بتخطيط قيِّم وجهود ثمينة وعمل تكاملي إحترافي متمكِّن، استنادًا على إيماننا التام بأهمية تنفيذ الأعمال وفق أفضل جودة ممكنة لما يخدم ويدعم أبناءنا وبناتنا ذوي التوحد، فالحمدلله والشكر لله وكل التقدير لزملائي وزميلاتي في الجمعية، وماهذه إلا تتويجات متوقعة ومحفزة للقادم الأجمل بحول الله وقوته.


نجاح مسرحية ذوي التوحد


نُفذت مؤخرًا في الدمام مسرحية صالة 4 في موسمها الثاني من تمثيل أبطال التوحد بالتعاون مع هيئة المسرح والفنون الأدائية.. حدثنا عن نجاح هذه المسرحية؟


بالفعل، تهتم الجمعية في تيسير كافة الفرص المُساعدة لتمكين وتنمية أبناءنا وبناتنا ذوي التوحد في مختلف المجالات وعلى جميع الأصعدة.

وعطفًا على مانراه ونشهده من مواهب وقدرات وإمكانات فنية رائعة لدى ذوي التوحد، جاءت فكرة التعاون مع هيئة المسرح والفنون الأدائية لتنفيذ مسرحية نوعية يتصدَّرها أبطال التوحد، حيث ضمَّت المسرحية الجماهيرية عدد مُبهج من الحضور نظرًا لما تضمنته من المسرحية من إبداع وحبكة وإتقان.

ونُفّذت المسرحية في موسمها الأول في الرياض، وبعد النجاح المحقق الذي لم نستغربه ولله الحمد تم تنفيذها للمرة الثانية لأسرنا وأهالينا في المنطقة الشرقية العزيزة تحديدًا في الدمام وهي أحد مبادراتنا ومشاريعنا التي نهدف لتنفيذها في مختلف مناطق مملكتنا الغالية.

رئيس جمعية "أسر التوحد": ذوو التوحد أولويتنا.. ودعم أمير الشرقية اعتزاز نفخر به


طيف عزيز


المشروع الأضخم من نوعه "قافلة طيف عزيز".. حدثنا عن تفاصيل الزيارة للمنطقة الشرقية؟


للجمعية فرع رئيسي في الدمام ونخدم من خلاله مستفيديننا الأعزاء وحرصًا على توفير أفضل تجربة ممكنة وإيصال خدماتنا المتعددة لكافة المنطقة.

وزار مشروعنا الأضخم من نوعه في المملكة العربية السعودية قافلة "طيف عزيز"، محافظات الخفجي والأحساء والقطيف والجبيل والنعيرية وحفر الباطن خلال أسبوع كامل.

وقدَّمنا من خلاله خدمات الكشف والتشخيص والتوعية باضطراب طيف التوحد وأكثر، واستقبلنا أُسرنا وباشرنا احتياجاتهم وأجبنا على تساؤلاتهم وفي دائرة حرصنا واهتمامنا الدائم احتضناهم وشملناهم، فالحمدلله ونسأل الله التوفيق والزيادة لما يُرضي أحباءنا ذوي التوحد أسرهم.


حدثنا سمو الأمير عن مشروع التكافل المجتمعي لذوي التوحد على مستوى المنطقة الشرقية؟


المساندة والدعم والمساعدة هي أحد أهم أهدافنا الرئيسة في رحلتنا لخدمة ذوي التوحد لمواجهة ظروف وتحديات وصعوبات الحياة، فالحمدلله من قبل ومن بعد فقد وفَّقنا الله في دعم أسرنا الكرام في المنطقة الشرقية من خلال مشروع التكافل المجتمعي، والذي يقدم الدعم المادي والعيني عبر سداد الإيجارات المتعثرة وسداد فواتير الكهرباء والرسوم التعليمية المرهقة بدعم الجهات ذات العلاقة، فاللهم اكتب لنا ولمن نحب الرزق والتيسير الوفير وابعد عنا العجز والإنهاك والهوان.


برامج التأهيل


ماذا عن برامج التأهيل الصحي والبدني وتعليم وتأهيل ذوي التوحد وبرنامج الدعم النفسي في المنطقة الشرقية؟


لاشك تولي الجمعية إهتمام أساسي في تقديم البرامج التأهيلية حيث نخدم أكثر من 500 مستفيد في برنامج التأهيل الصحي والبدني للشباب والشابات ذوي التوحد، والذي يُعنى بتنمية وتطوير مهارات القدرات البدنية والنفسية والمجتمعية وتقليل السلوكيات غير المرغوبة عبر أساليب اللعب والتعلُّم مع نخبة المختصين في المجال، لاسيما برنامج التعليم والتأهيل والذي يخدم أكثر من 100 مستفيد عبر أكثر من 3000 جلسة من جلسات النطق والتخاطب وتعديل السلوك والدعم النفسي وتطوير المهارات الشخصية والاجتماعية.

واهتمامًا بتسهيل العملية التعليمية، وفَّرنا أجهزة إلكترونية للحصول على فرص تعليم متطورة ومتقدمة لأكثر من 500 مستفيد.

وفيما يتعلق ببرنامج الدعم النفسي، فقد قدمنا ولله الحمد أكثر من 20,000 استشارة من الجانب الأسري والنفسي والاجتماعي من قِبل المختصين لأسرنا الكرام، وذلك إعانةً ودعمًا وحلًا لمواجهة المشكلات والمعرقلات الحياتية ويتم ذلك حضوريًا وهاتفيًا ورقميًا، سائلين المولى عز وجل أن يطرح الله البركة في الوقت والجهد لأحباءنا ذوي التوحد وأسرهم ومقدمي الخدمة.


ماذا عن مبادرات التوظيف والمشروع العلاجي ولقاءات المختصين والأسر؟


من منطلق أهمية الرعاية الصحية لأبناءنا وبناتنا ذوي التوحد وأسرهم، نخدم أكثر من 1000 مستفيد من حيث المساعدات العلاجية والدوائية والعمليات الجراحية للحالات الحرجة ممن يواجهون صعوبة في تحمل التكاليف شافاهم الله وعافاهم كل ضر.

وبما يخص مبادرة التوظيف والتدريب نفخر ونعتز بشبابنا الأعزاء بالمنطقة الشرقية وطاقاتهم الفذة الذين قد وُفقنا في توظيف 4 أشخاص منهم ونرى بهم مستقبلًا مزدهرًا بحول الله وتوفيقه.


دعم أمير الشرقية

برعاية أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز.. حدثنا عن الملتقيات الضخمة التي نظمتها الجمعية في المنطقة

كالعادة ولله الحمد نجد الدعم اللامحدود من صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة، واستكمالًا لجهودنا في تنظيم وتجويد الخدمات المقدمة لذوي التوحد وأسرهم سُعدنا بتنظيم الملتقى التعريفي الأول للخدمات المقدمة لذوي التوحد وأسرهم، والذي هدفنا من خلاله إلى تعزيز الشراكة بين القطاعات ومقدمي الخدمات وتسليط الضوء على أبرز الاحتياجات لاستحداث برامج ومشاريع تتماشى مع التطلعات والطموحات في المنطقة.

من جانب آخر تم تنظيم الملتقى الصحي الأول للخدمات المقدمة لذوي التوحد، وذلك بهدف التعريف بالخدمات الصحية والبحث عن حلول عملية في كيفية مواجهة التحديات وتبادل الخبرات والتجارب لمقدمي الخدمات الصحية لذوي التوحد.

وكَتب الله لنا مانود ووفقنا لما نسعى إليه من تحقيق التأثير والفاعلية المنشودة.


بذات السياق رعى أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز المزاد الخيري للمشروع الأول من نوعه ”ريشة طيف“ لرعاية المواهب الفنية.. حدثنا عن هذا المشروع؟


كما ذكرت في سالف الحوار، نولي في الجمعية أهمية قصوى في رعاية واحتضان المواهب والإمكانات الاستثائية لدى أبناءنا وبناتنا ذوي التوحد ومن هذا المبدأ صممنا مشروعنا الأول من نوعه ”ريشة طيف“ الإبداعي والذي يهدف لتنمية المهارات الفنية بمشاركة أكثر من 100 ذوي التوحد بإشراف 100 فنان تشكيلي سعودي لرسم 100 لوحة فنية.

وذلك بهدف بناء الجسور بين ذوي التوحد والمجتمع بشكل مباشر وإبراز مهاراتهم في الأماكن العامة بخطوة غير مسبوقة وشكل جديد من الدعم والتحفيز عبر إسدال ستار المحدودية إلى الانطلاق نحو المجتمع والجماهيرية وإظهار مكنونات النفس والتعبير عبر الفن التشكيلي المُعبِّر والمُلهم.

وبرعايةٍ لامستغربة من سمو أمير المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، نظمت الجمعية مزادًا خيري ضم أهم الجهات والشخصيات الاعتبارية الهامة في المنطقة الشرقية استعرضنا من خلاله 15 لوحة مُختارة من إبداعات موهوبينا الأعزاء جسَّدنا من خلالها الدعم المجتمعي المسؤول والمشرف، فالحمدلله من قبل ومن بعد.


برئاستك.. رعى صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز تدشين المجلس الاستشاري الأول لخدمات التوحد في المملكة العربية السعودية.. حدثنا عن هذا الحدث وماهية أهدافه؟


بالفعل، كما هو معتاد وغير مستغرب تشرفنا برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود في تدشين المجلس الاستشاري الأول لخدمات التوحد في المملكة والذي يضم أبرز القيادات في مجال التوحد.

حيث يهدف المجلس لترقية جودة الخدمات المقدمة لذوي اضطراب طيف التوحد في كافة أنحاء المملكة وذلك عبر العمل كمصدرٍ فني استشاري لمقدمي الخدمات في القطاع بالتزامن مع كونه مرجعًا رئيسيًا لأسر التوحد في تقديم المعلومات الموثوقة والاستشارات الصحيحة.

كما يعمل المجلس الاستشاري على مناقشة فُرص التطور لقطاع التوحد وتبادل أفضل الممارسات في مجالات التأهيل بالإضافة إلى دراسة آلية طرح وتنفيذ مبادرات لتحسين جودة الخدمات المتخصصة على مستوى المملكة ومناقشة التحديات المؤسسية لمزودي الخدمات في مختلف مجالات التوظيف والتمويل والرعاية، نسأل الله التوفيق.


ماذا عن برامج الدمج المجتمعي ومبادرات التوعية المجتمعية التي تقدمها الجمعية؟


بجهود متكللة بالنجاح ولله الحمد تنفذ الجمعية في المنطقة الشرقية أكثر من 65 برنامج ترويحي وترفيهي وتثقيفي دوري مع الجهات ذات العلاقة ضمن حزمة برامج الدمج المجتمعي لـ 2000 مستفيد.

كما نُفذِّت أكثر من 130 مبادرة توعوية مجتمعية لـ أكثر من 5,000.000 شخص على مستوى المنطقة.


وسط هذه المشاريع الضخمة والخدمات المكثفة والرعاية الدورية الدائمة في مختلف المجالات.. حدثنا سمو الأمير عن الخطوة القادمة للجمعية في المنطقة الشرقية؟


بكل شغف وود، تستعد الجمعية بمشيئة الله وتوفيقًا منه لإطلاق مجمع للتوحد في مدينة الدمام والذي يضم مركز إيواء ومركز للرعاية ونادٍ رياضي ومركز لتنمية المهارات، وذلك بالتعاون مع برنامج سخاء التابع لوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، سائلين المولى عز وجل التوفيق والسداد.

كل التقدير لكم صحيفة اليوم وأنتم من خيرة شركاء النجاح الذين نفخر بهم ونعتز، كل الشكر.


وضمن حديثنا عن جمعية أسر التوحد نختتم حوارنا باستضافة أحد مستفيديها الشاب عبدالله المبيريك.. عبدالله كلمنا عن تجربتك في الجمعية بالمنطقة الشرقية وماذا قدمت لك؟


أشكركم على استضافتي وسعيد بوجودي معكم، قدمت لي الجمعية فرص جميلة لا أنساها فالجمعية بالتحديد تتميز بالأجواء الاجتماعية التي تخلقها مابين ذوي التوحد والمجتمع والتوحدييين أنفسهم، وعبر العديد من الأنشطة.

فنتاج أحد هذه الروابط التي اكتسبتها هي علاقتي مع صديقي التوحدي علي المكاييل حيث تجمعني به علاقة صداقة رائعة نشجع بها من خلالها بعضنا ونستمد القوى والتجارب المختلفة، لاسيما دعمها اللا محدود واستضافاتها المتعددة في مختلف البرامج وإعطائي فرص المشاركة بالتوعية عن اضطراب طيف التوحد.

مداخلة أخرى نسعد بها من الشاب علي من ذوي التوحد.. كلمنا علي عن وظيفك الحالية وتجربتك في الجمعية بالمنطقة الشرقية؟


أعمل الآن في مجال الإعلام الرقمي كصانع للفيديوهات وسعيد جدًا بالتواجد كمستفيد مع جمعية أسر الوحد وسُررت بمشاركاتي الثمينة في معرض ريشة طيف وصالة 4 حيث التقيت بزملائي والأسر من ذوي التوحد.

وأنا محب جدًا للمبادرات الاجتماعية التي توفرها لنا الجمعية، كمبادرة القهوة الصامتة التي تقام في المقاهي حيث يلتقي الناس بالناس.


أخيرًا وليس آخرًا التقينا بمستفيد الجمعية عبدالله السند من ذوي التوحد.. حدثنا عبدالله عن هواياتك واهتماماتك وتجربتك مع جمعية أسر التوحُّد؟


أنا مُحب للرسم وفنون الموسيقى والتقنية وتجربة الحواسب الآلية، لاسيما التصاميم ومونتاج الفيديوهات، وأطمح لتطويرها أكثر، ومهتم بالجانب الرياضي كوني أمارس رياضة السباحة منذ 5 سنوات.

وبما يتعلَّق بجمعية أسر التوحد، فإنها تُتيح لي فرص الدخول لفعاليات ترفيهية وتطويرية متنوعة بما فيها النشاطات الرياضية وركوب الخيل، وأشعر بالامتنان والشكر لكوني فردًا مُرحبًا به على الدوام في الجمعية في المنطقة الشرقية.