اعتدت على زيارة صالون الحلاقة القريب من منزلى ومع تكرار الزيارات على ذات الصالون نشأة علاقة احترام بيني وبين الحلاق أبو أيمن. وفي آخر زيارة لصديقي الحلاق وبعد أن اخبرته بما أريد أن أحصل عليه من حلاقة في زيارتي تلك، أبدى الاستعداد كالعادة للقيام بكل ما أريد وزاد بشيئ من عبارات الترحيب قبل أن يبدأ العمل وعلي غير العادة سألني بأدبه الجم، وقال:
- متى ستدخل المنطقة مرحلة الحرب الشاملة؟
التفت إليه وقلت له :
- ماذا تقول يا أبا أيمن؟
قال : لا تآخذني يا أستاذ، القنوات الإخبارية، تقول لنا ليل، نهار الحرب الشاملة، الحرب الشاملة.
لم أجد ما أقول للحلاق أبا أيمن غير أن أهدا من روعه حيث شعرت بالفعل أن الرجل قلق، ويعيش حالة توتر فقلت له:
- أفضل شيئ تفعله يا أبا أيمن أن تقلل من مشاهدة القنوات الإخبارية، وتتجه لقنوات الترفيه، والأفلام وهي أكثر من الهم كما يقولون .
ضحك الرجل وقال لي:
- وإذا هربت من القنوات الإخبارية التي تزيد جرعات التوتر عند الناس، فالناس أنفسهم ليس لهم حديث فيما بينهم إلا الحديث عن الصراع، والحرب، وخاصة الحديث عن الحرب الشاملة التي يقول البعض: أنها ستجتاح المنطقة. ويزيد البعض أن يقول أن الحرب القادمة حرب مفتوحة، وحرب واسعة، والناس لا تعرف الفرق بين كل هذه المعاني، وبات القلق مسيطر على حياة الناس.
قلت له :
- يا أيمن ، قد يكون هناك تطورات صراعية بين بعض الأطراف لكن الحرب الشاملة أو الواسعة أو المفتوحة حتى لن تحدث بأمر الله، وذلك لعدة أسباب منها أن تلك المرحلة ليست من مصلحة أحد ، بمعنى ستكون الخسائر شاملة للجميع، ولان هذه المفاهيم تعني أن مصالح الجميع، وحياة الناس الطبيعية ستتضرر، وهذا أمر لا أحد يريده بالتأكيد.
استمع إلى ماقلت بانصات وسألني ببراءة ونقاء من يود أن يعرف لكي يرتاح:
- طيب ماذا يمكن أن نسمي جولات الضرب والضرب المضاد بين بعض الأطراف الاقليمية.
قلت له أحسنت الوصف والتوصيف، الذي يحدث ضربات وضربات مضادات أو جولات متبادلة من الصراع، وهذه الجولات يحدث فيها مثل مايحدث في المسلسلات التلفزيونية، أي اتفاق على شكل الضربة وحجمها، ومدى تأثيرها، بما يحفظ لكل طرف مايسمى بماء الوجه، وأنه ليس الطرف الأضعف في المعادلة.
@salemalyami