د. شجاع البقمي


من تقرير لآخر، ومن رقم لآخر، ومن تطور لآخر.. هكذا تتقدم نتائج مؤشر نضج التجربة الرقمية في المملكة العربية السعودية، مرتكزةً في ذلك ولله الحمد على رؤية وطنية طموحة وداعمة ومحفّزة، وبنية تحتية رقمية قوية، وقبل ذلك كله تمكين كبير واهتمام لا حدود له يجده هذا القطاع الحيوي والهام من لدن مولاي خادم الحرمين الشريفين، وسمو سيّدي ولي العهد -يحفظهما الله-.
سأقف معكم أمام هذه الأرقام قبل التعليق عليها، وهي أرقام تعبّر بلا شك عن تطور واضح وتقدم ملحوظ... إذ أعلنت هيئة الحكومة الرقمية قبل أيام قليلة نتائج مؤشر نضج التجربة الرقمية لعام 2024، حيث حقق المؤشر نسبة 85.04% بمستوى «متقدم»، والذي شمل تقييم 39 منصة رقمية وفقاً لـ «4» مناظير رئيسة يندرج تحتها 20 محوراً، وتضمنت تلك المناظير: قياس رضا المستفيد من خلال مشاركة أكثر من 175 ألف مستفيد في تقييم رضاهم عن تجربتهم الرقمية، إلى جانب تقييم تجربة المستخدم، وآليات تعامل المنصات مع شكاوى مستفيديها، إضافةً إلى تقييم التقنيات والأدوات الرقمية المُمَكنّة لتلك المنصات.
بكل تأكيد.. مؤشر نضج التجربة الرقمية يهدف إلى رفع رضا المستفيدين، وتعزيز تجربتهم الرقمية، وتحسين التفاعل معهم، بما يتوافق مع المؤشرات الدولية وأفضل الممارسات، والمواءمة مع التوجهات الإستراتيجية للحكومة الرقمية، وتحقيق مستهدفاتها بشكل تدريجي؛ لتعزيز تصنيف المملكة في المؤشرات الدولية، وتسريع وتيرة عمليات التحول الرقمي.
ويبرهن الارتفاع المتواصل لنتائج المؤشر؛ الجهود الكبيرة التي تبذلها الجهات الحكومية في تطوير منصاتها وخدماتها الرقمية، ومساهمتها الدؤوبة في تحسين جودة الحياة، وتسهيل ممارسة الأعمال، وتعزيز التنافسية، وتحقيق كفاءة العمل الحكومي؛ حيث ارتفع المؤشر بمقدار «4.36%» مقارنة بالدورة السابقة، كما بلغ عدد المنصات المشمولة في عام 2024 «39 منصة» مقارنة بـ «24 منصة» في عام 2023.
هذا التقدم الإيجابي والملحوظ في مؤشر نضج التجربة الرقمية ينعكس بكل حيوية على جودة الخدمات الرقمية المقدمة، وسهولتها، وموثوقيتها، كما أنه ينعكس بشكل مباشر وغير مباشر على حيوية الكثير من القطاعات، يأتي ذلك في الوقت الذي يشهد فيه الاقتصاد السعودي تطورات هائلة، ونمو مستمر؛ في ضوء رؤية وطنية طموحة أسهمت بكل قوة وحيوية وصلابة في مواجهة الكثير من التحديات التي كانت ولا زالت تحيط بالاقتصاد العالمي.
ختاماً.. شكراً لكل من عمل وأبدع وأنجز.. فكلما تطورت الخدمات الرقمية في أي بلد حول العالم؛ كلما تحسنت فرص نمو اقتصاده، ومؤشراته الخاصة بجودة الحياة، وجاذبيته الاستثمارية.. ومن نجاح إلى نجاح - بإذن الله -.