اليوم: نورهان محمود

تسود توقعات تفاؤلية في سوق الأسهم الأمريكية مع الاستعداد لبدء تداولات هذا الأسبوع، وذلك بعدما حظي سوق الأوراق المالية في وول ستريت بتداول أفضل من المتوقع خلال الأسبوع الماضي وهو ما مثل مفاجأة للمستثمرين الذين أصيبوا بالذعر في وقت سابق من هذا الشهر بسبب الإثنين الأسود وما بعده، وذلك بعد أن أظهر سوق العمل ضعفا كبيرا في يوليو بارتفاع معدل البطالة إلى أعلى مستوى لها منذ الوباء، وفق ما ذكرت شبكة بيزنس إنسايدر الأمريكية.

تعويض خسائر الأسهم

تمكن المستثمرون من تعويض الخسائر التي سبق وتعرضوا لها ما جدد الأمل لدى متداولي وول ستريت بتراجع التضخم واتجاه الاقتصاد لحالة أكثر استقرارًا.
وقال تيم هايز كبير الخبراء في مؤسسة "نيد ديفيس" للأبحاث: "بالنسبة للولايات المتحدة والعالم فإن التشاؤم قد أفسح المجال ليس فقط لإدراك أن المخاوف من الركود مبالغ فيها بل وأيضاً لتوقعات بخفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة الشهر المقبل".
ويشعر الاستراتيجيون في وول ستريت بالارتياح بسبب أربع نقاط بيانات حديثة تشير إلى أن الاقتصاد سوف يحقق هبوطا ناعما.

الأسهم وتوقعات التضخم الأمريكي

اقتربت أسعار المستهلك من هدف الاحتياطي الفيدرالي للتضخم والبالغة 2% الشهر الماضي حيث ارتفعت بنسبة 2.9% على أساس سنوي في يوليو، وفقًا لمكتب إحصاءات العمل.
وتعد هذه النسبة أقل من الزيادة السنوية البالغة 3% التي توقعها خبراء الاقتصاد وأقل من الزيادة السنوية البالغة 3% المسجلة في يونيو.
وقال تشارلي ريبلي كبير استراتيجيي الاستثمار في شركة "أليانز" لإدارة الاستثمارات : "الخلاصة هي أن مسار تباطؤ التضخم تباطأ بشكل ملموس لكنه من المرجح أن يظل ضمن نطاق مريح يسمح لبنك الاحتياطي الفيدرالي بالبدء في سلسلة من تخفيضات أسعار الفائدة".

صعود مرتقب في الأسهم الأمريكية

قال محللون في "ويلز فارجو" عندما يبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي في تخفيف سياسته النقدية هذا العام فقد يؤدي ذلك إلى تغذية موجة صعودية للأسهم على غرار ما حدث في عام 1995 ، كما قال رئيس استراتيجية الاستثمار العالمية في ويلز فارجو هذا الأسبوع.
وقال بيل آدامز كبير خبراء الاقتصاد في بنك "كوميرسيا" :"يعد تقرير مؤشر أسعار المستهلك بمثابة ضوء أخضر لمجلس الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة في قراره التالي".

تحركات أسعار الفائدة الأمريكية

ويتوقع كوميرسيا أن يقر الاحتياطي الفيدرالي خفضًا بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعاته السياسية الأربعة المقبلة بمجموع عمليات خفض بمقدار 150 نقطة أساس على مدى الأشهر الاثني عشر المقبلة.
اقرأ أيضاً: لماذا تزداد احتمالات تراجع الدولار الأمريكي في الأسابيع المقبلة؟
وتضع الأسواق المالية احتمالات بنسبة 41% بأن يخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس بحلول نهاية هذا العام.

بيانات التوظيف الأمريكية

جاءت طلبات إعانة البطالة أقل من توقعات الاقتصاديين حيث انخفضت الطلبات الجديدة للحصول على إعانات للبطالة عن الأسبوع السابق إلى 227 ألف طلب، وفقا لوزارة العمل الأمريكية.
ورأى رونالد تيمبل كبير استراتيجيي السوق في ل"ازارد": "تقدم بيانات مبيعات التجزئة وطلبات البطالة المزيد من الأدلة على أن خطر الركود لا يزال منخفضا في الولايات المتحدة حتى مع تباطؤ الاقتصاد".
وشهدت مبيعات التجزئة أكبر قفزة في أكثر من عام في يوليو حيث ارتفعت المبيعات بنسبة 1% مقارنة بالتقديرات البالغة 0.3%.
وقال محللون في "بنك أوف أمريكا" :"إن هذه النتائج تتفق مع توقعات الهبوط الناعم بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس من قبل الاحتياطي الفيدرالي هذا العام".

تحذيرات رغم التفاؤل في سوق الأسهم

وعلى الرغم من الأمل المتجدد في سيناريو الهبوط الهادئ، يحذر بعض الخبراء من أن هناك فرصة جيدة لحدوث ركود وذلك إذا استمر سوق العمل والنشاط الاقتصادي في التباطؤ.
اقرأ أيضاً: تقلب الأسهم والسندات والدولار بعد صدور بيانات التضخم الأمريكية
ويرى خبراء الاقتصاد في الاحتياطي الفيدرالي أن هناك فرصة بنسبة 56% لدخول الاقتصاد في حالة ركود بحلول يوليو من العام المقبل.