في ظل التغيرات والتطورات المعاصرة، تبرز أهمية الحكمة في قيادة المؤسسات، وضبط بوصلتها الإدارية نحو مستهدفاتها الاستراتيجية.
ومن خلال دراسة واقع عدد من المؤسسات نشاهد تأثرها بمرض عضال لطيف الملمس كارثي النتائج؛ ألا وهو ما يعرف بالزوبعة الإدارية والذي غالباً ما يصيب المؤسسات المتأثرة بحماس قائدها وعلو طموحه، وفريق عمل نشط دؤوب العمل، وعالي الهمة وقوي العزيمة، ومن هذا المنطلق عالجها كريس مشيسيني وجين هولينج في كتابهما الشهير قوانين التنفيذ كأحد معضلات المؤسسات الفتاكة واقترحا جملة من الوسائل العلاجية لها.
وتتربص الزوبعة الإدارية بالمؤسسات الإدارية لتحرف مسارها عن خططها ومستهدفاتها، وتستهلك جهد فرق العمل بها لتنشغل بما ليس من اختصاصها وما لا يقع في نطاق عملها؛ سعياً لتحقيق مكاسب سريعة وطموحات قصيرة المدى، فتراها تتبنى مبادرات وبرامج لتثير بذلك تساؤلات لدى العاملين بها أولاً ثم عموم المستفيدين ما علاقتها بنطاق العمل وما أثرها؟
وفي ظل التحول السريع في طبيعة عمل القطاعات والتركيز على العمل التكاملي المشترك وفق مستهدفات القطاع بمؤشرات محددة سلفاً لقياس الأثر وتعظيمه، وصياغة قصص نجاح في الكفاءة والفاعلية الإدارية والمالية؛ يجدر بالمؤسسات أن تضع نُصب عينيها إطارها التخصصي لتتميز فيه وتحقق أعلى معدلات التنافسية على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي في مجالها دون الإغراق والسعي خلف مكتسبات خارج إطارها ونطاق عملها، وضرورة التفريق بين الفرص الحقيقية والفرص الخداعة، والتؤدة والطمأنينة وعدم السعي خلف الأهداف العاجلة والتركيز على الأهداف الاستراتيجية المهمة، وتحديد الأولويات، وضبط مقاييس الأداء، وضرورة تفعيل أدوات الضبط ومتابعة العمل وفق ما هو مخطط له، وتوزيع المسؤوليات وتفويض الصلاحيات، ومع مرور الأيام ستبقى المؤسسات الراسخة ذات الخطى المتزنة ويذهب ما سواها أدارج الرياح.
@mesfer753