عبدالرحمن السليمان


كتب عن بعض البدايات التشكيلية السعودية وتفاصيلها قلة من الفنانين الذين مارسوا الفن مبكرا، كتب البعض بنوع من التحفظ والحرص على أن يثبت أسبقيته بمعرض أو مشاركة.
كنت في أكثر من فترة أسأل بعض الزملاء الفنانين عن بعض التفاصيل وكانت الإجابات عامة وغير محددة، عبدالجبار اليحيا من مواليد 1929 أو 1931 وقد ترك بعض التخطيطات الموقعة بـ 1953 وعندما نبحث عن أعمال ستينية له فلن نجد، أو على نحو أدق لم أر شخصيا ذلك لا في صور أو على نحو مباشر، وهو في السبعينيات من القرن الماضي أقام بعض العروض الفردية التي قال أنها في شركات يعمل فيها وأن معظم موظفيها من الأجانب. أقام في نفس العقد معرضا نظمته جمعية الثقافة والفنون بالرياض تتشكل أعماله من مشاهد أو مظاهر اجتماعية ورسم أقرب إلى الواقع وتوثيقه، وفي الثمانينيات رسم مواضيعه أو أعماله التي اشتهرت بارتباطها بالمكان والأرض والمواضيع الاجتماعية، وقدمها في مشاركات وعروض داخل المملكة، وضمن عروض أصدقاء الفن التشكيلي الخليجي في بلدان عربية وأوروبية.
كنت أسأل الفنان عبدالحليم رضوي عن الفنان «محمد راسم» الذي لا نعرف عن أعماله كثيرا، فكانت إجاباته محدودة، وانه سمع باسمه «لا أكثر»، وراسم كما اطلعت على بعض المنشورات كان الاسم الأقدم ممن مارس الرسم ودرسه، رسم الكاريكاتير ونشرته الصحافة حينها، كما أن بعض أفراد أسرته عرضوا نسخا محدودة من بعض أعماله قبل أعوام.
ارتبط علي الخرجي وهو قريب في العمر والعائلة من الفنان عبدالجبار اليحيا برسم الكاريكاتير الاجتماعي ونشره منذ العام 1385، وقد صدر لبعض أعماله أكثر من كتاب آخرها عام 1997، ظهرت أعمال محمد السليم مبكرا وبعد أن بدأ يدرس ويرسم وسائل الإيضاح ثم يكلف بالتفتيش على التربية الفنية، وقد تم نشر صورة أمام عمله المشترك مع أحد المعلمين الرسامين من دورة ستينية في الطائف التي كانت تشهد دورات تدريبية أو صقلا لمعلمي التربية الفنية، بالمقابل أسماء أخرى التحقت بهذه الدورات بينهم الفنان سعد العبيد الذي ترك أعمالا ستينية قليلة، السليم لم أر له أعمالا ستينية سوى ما ضُمن دليل معرضه الاستعادي الذي أقامته له جمعية الثقافة والفنون بالرياض 1989 والعمل كما تم تسميته «مدخل مرات»، الكتابات المبكرة حول الفن مارسها قلة وكان معظمها تشجيعية، تتابع معرض أو نشاط كالذي كتب عن معرض الفنانتين صفية بن زقر ومنيرة موصلي في العام 1968. منذ بدايات الستينيات كانت صفية بن زقر تنجز أعمالها من ذاكرة مفعمة بالتاريخ والصور التي عرفتها أو استعادتها من أكثر من مصدر، ظهرت أسماء نسائية وتوارت سريعا مثل شيرين شحاته ومضاوي العيدي ولولوة العماري التي عرفناها كاتبة، لم يحرص عدد من الفنانين على تسجيل حراك الآخرين أو الحديث عنه ربما بسبب عدم المعرفة أو التجاهل وربما أسباب اخرى، ظهر في الستينيات عبدالعزيز الحماد وقد درس في معهد التربية الفنية وأقام عدة معارض منذ 1966 لكنه غاب سريعا كما تغيب أعماله التي عرضها في الدمام والظهران والرياض، كما أن فترة حضوره كانت محدودة ربما لم تتعد عقدا فقد توجه الى التمثيل والمسرح. ظهر مبكرا عبدالرشيد سلطان «1928-1983» وقد درس في إيطاليا وأقام أول معارضه في العام الذي شهد معرض رضوي الأول في جدة 1965 ولا نعرف ما اذا كانت الأسبقية لمعرض سلطان أو رضوي، عمل سلطان مديرا لمعهد التربية الفنية في الفترة التي كان رضوي معلما فيه.
aalsoliman@hotmail.com