في نهائي كأس الدرعية للسوبر الذي جمع بين الهلال والنصر، عاش النصراويون ليلة مملوءة بخيبة الأمل بعدما تلقوا هزيمة قاسية برباعية مقابل هدف وحيد، وبينما كانت الجماهير تتأمل أن يقود كريستيانو رونالدو فريقه نحو الانتصار، شهدنا مشهدا غريبا على أرض الملعب. فقد أشار رونالدو بوضوح إلى عدد من زملائه بأنهم "نائمون" في محاولة لتوجيه اللوم أو إيقاظهم من غفوتهم. لكن يبقى السؤال: ألا يعلم رونالدو أنه كان نائما أيضا خلال تلك المباراة؟
لم يقدم رونالدو الأداء الذي طالما اعتدنا عليه في مثل هذه المناسبات الكبرى. غاب عن الأنظار. لم يشكل أي خطورة تذكر على مرمى الهلال، ولم نرَ منه تلك اللمسات السحرية التي تنتج أهدافا أو حتى تمريرات حاسمة.
بدلاً من أن يقود فريقه ويكون المحرك الرئيسي لهجوم النصر، انشغل باستخدام لغة الإشارة، وكأنه كان يحاول تصحيح أخطاء الآخرين دون أن ينظر في المرآة.
رونالدو خسر البطولة الثامنة مع النصر منها 7 بطولات محلية، وواحدة آسيوية.
هو لاعب كبير بلا شك وذو خبرة طويلة في الميادين العالمية، لكن عليه أن يدرك أن الإشارة أو توجيه الانتقاد لزملائه لن تصنع بطولة. بل ما يصنع البطولات هو العمل الجماعي، الروح القتالية، والتفاني في كل لحظة من المباراة. قد يكون نقده صحيحا، لكن حينما يصدر من لاعب لم يقدم ما يكفي خلال المباراة، فإنه يفقد وزنه ومعناه.
على رونالدو أن يعود إلى الأساسيات، أن يتذكر كيف كان يغير مجرى المباريات بأدائه، وليس بإشاراته. ليعلم أن القيادة لا تعني فقط التوجيه من الخارج، بل تأتي من الإلهام على أرض الملعب، ومن القدرة على تغيير الواقع حتى في أصعب الظروف لأن البطولات لا تُحسم بالإشارة، بل بالأداء. بالتفاني، وبالقدرة على تحمل المسؤولية كاملة سواء في (النصر) أو في الهزيمة.