سالم اليامي


وسائل التواصل الاجتماعي فتحت نوافذ مباشرة بين الناس على مختلف طبقاتهم، ومستوياتهم العلمية والعملية والمهنية، وأصبح الكل يقدم أو يسعى لتقديم مالديه من خبرة، أو تخصص في الحياة يسعى لعرض نفسه بطريقته وحسب امكاناته المادية، والفنية أو التقنية.
طبقة الفانين أو أهل الفن كما نسميهم كانت قبل سطوة وسائل التواصل طبقة ينظر لها الناس اجمالاً بأنها طبقة خاصة تستحق الاعجاب والبعض ينبهر بما تقوم بع بعض الشخصيات الفنية ولعل هذه الطبقة في المجتمع العربي عموماً الطبقة التي حصدت عبر تاريخ الفن في المنطقة الألقاب والاسماء للرجال والنساء من الفانين والفنانات.
وكانت البداية من نجوم جمهورية مصر العربية، واعتقد أن تسمية الفانين ممثلين ومطربين بنجوم يحمل رمزية خاصة لهم في المجتمع، أقول كانت البداية مع عميد المسرح العربي الفنان الكبير يوسف وهبي، والذي كان يطلق عليه في مصر لقب بيه وهذا تكريم أكيد للرجل، في العراق حصلت فنانة ومغنية في الثلاثينات والاربعينات على لقب باشا تقدير لموهبتها وصوتها الجميل، واستمر الالقاب من فنان وفنانة العرب، إلى بلبل الخليج و أمبراطورة الكوميديا علي سبيل المثال، مع ملاحظة أنه في الزمن المتأخر اصبح الكل يسمي نفسه بعد أن كانت السلطة الرسمية هي من تمنح هذه الالقاب والتسميات.
فمثلا ممثلة خليجية سمت نفسها بالامبراطورية وسمت شقيقها بملك النكته أو الكوميديا وهذان الوصفات غير دقيقان على أية حال، فنان أخر مثل أدوار بسيطة قبل سنوات وخرج بعد سنوات يتكلم وكأن العالم يتذكر كل لقطة صورها للمسرح أو للدراما التلفزيونية، المشكلة ليست في هذا الممثل الذي لا يتذكره أحد بل في ممثل في وزنه ملأ وسائل التواصل الاجتماعي بمقاطع يفسر ويعلق فيها على علاقته بالممثل الأول الذي قال أن هناك من وقف في طريق تقدمه ونجاحه الفني.
الغريب والغريب جدا أن البعض من الممثلين وممن قدموا بعض البرامج الخاصة في سنوات مضت بدأ يقدم نفسه علي أن تعرض لظلم نتيجة تعليقات منه على أحداث بعيدة عن الفن ولا تمت له بصلة،وتبرر ابعادها عن بعض الأعمال التلفزيونية بأن عمل مقصود.
الناس تصرخ وتقول لا جزى الله وسائل التواصل الاجتماعي خير التي قربت الناس منهم الى حد تطلب النجدة من بعض أفعالهم.
@salemalyami