عبدالرحمن السليمان


تنشط بعض قاعاتنا الفنية في تقديم عروض فنية تختار لها أسماء بعينها، وأحيانا يتفق بعض الفنانين والفنانات على استئجار إحدى القاعات للعرض فيها بشكل مشترك، وأحيانا يغيب مقيم أو وسيط بين المجموعة يمكنه التنسيق والاختيار، ولأن مسائل الاتفاق والإختلاف نسبية يعود الاختيار للفنان أو الفنانة لأنه هو من سيدفع وأحيانا تتدخل القاعة في الاختيار.
أتابع حسابات بعض الأخوة والأخوات وأتابع بعض الإنتاج الذي ينشرونه ومن خلال مساحة شاشة الهاتف أو اللابتوب يكون تقديم العمل وتقييمه، ومع أن مثل تلك المشاهدات ليست بالدقة التي تساعد على الحكم على العمل الفني إلا انه يمكن أحيانا استشعار ما يمكن أن يحمله العمل من بعض الجوانب الفنية كالتكوين العام أو الفكرة، غالبا؛ الحكم على الأعمال الفنية من خلال شاشة هو حكم غير دقيق وربما الاختلاف بين الأصل والصورة كبير ولذا، فالأعمال يفترض اختيارها وفق مشاهدة مباشرة تتضح فيها التقنيات وتظهر المهارات الفنية وأيضا المقاس.
بعض القاعات الفنية المحلية أو غير المحلية لا يعنيها أحيانا المستوى الفني بقدر أن تنشط وتعمل لدعم القاعة ومستلزماتها المادية. في أكثر من صالة عرض أرى كمّا كبيرا من الاعمال التي تُقدم كعروض فردية أو مشتركة وأحيانا جماعية، والعروض الجماعية غالبا لا تخلو من التباين. بعض الشباب يستعجلون العرض ومعه يدفعون أي مقابل مادي للمشاركة الجماعية أو حتى الفردية. بعض الشباب يمتلك القدرة على الحديث بطلاقة أدبية والعمل الفني هو صياغة فنية يمتلك فيها الفنان أو الفنانة أدواته الفنية قبل الحديث عن معنى أو شرح أفكار، لكن ما يحدث في أحيان كثيرة هو حديث وشرح يبعدنا عن مضمون الفن.
زرت الأسبوع الماضي قاعة نايلا في الرياض وهي واحدة من القاعات الهامة، وفيها معرض للفنانين الشباب، لفت نظري بعض أعمال المعرض، مجموع المشاركين يتوجهون إلى الحداثة الفنية في التعبير عن بعض الأفكار المحلية والإنسانية يتأثر أو يعيد البعض صياغة أعمال معروفة كما هي الأعمال المباشرة التي تتناول بعضا من أعمال كليمنت كعمله الشهير «القبلة» وقد عرضت كواجهة للمعرض وفي مقدمته، هناك تأثير العناصر المحلية كالإبل أو النخيل وسعي الفنان أو الفنانة على البحث في الخامة أو الصياغة والمعالجة اللونية، في المعرض غلبة للتجريد وتتراوح قدرة المشاركين بين امتلاك الأداة الفنية وبين محاولة إضافة تقنية أو حتى علاقات التكوين ومحتوى العمل الفني للتعبير عن الفكرة.
المعرض بشكل عام جيد ويدعو للتفاؤل فبعض أسمائه أو أعماله ملفتة، بعضها قدم محاولة جادة وأخرى تسعى لتطوير أدواتها ومفاهيمها الفنية.
aalsoliman@hotmail.com