ماجد السحيمي


قبل أكثر من عقد من الزمن وفي أول أيام مباشرتي للوظيفة، رسمت لي إدارة الموارد البشرية آنذاك مشكورين برنامجاً للتعرف على مختلف الإدارات وذلك للتعرف على المنشأة بشكل عام وكانت تجربة رائعة في الحقيقة إلا أن موقفا تعجبت له حينها، أحد الموظفين كان كثير الشكوى والتذمر كل كلامه سلبي، الرواتب مشكلة التدريب مشكلة الترقيات مشكلة، كل كلامه عن المشاكل.
سألته عن خبرته في هذا المكان فقال 9 أعوام، سكت ولم أعلق فأنا حينها موظف جديد ليس مطلوب مني لا الدفاع ولا الهجوم، وبع أكثر من شهرين قابلته مرة أخرى وسألته سؤالا، أنت غير راض عن هذا المكان فلماذا أمضيت به 9 سنوات ؟ فلماذا لم تبحث عن مكان آخر أفضل من وجهة نظرك ؟ لم يجب على سؤالي و «صرّف الموضوع» .
مثل هؤلاء هدانا الله وإياهم كثيرون في كل شركات العالم حتى القوية منها لا يعجبهم العجب فقط يتذمرون ويذكرون السلبيات ولو كانوا في بحر من الإيجابية، الكمال عندهم هو فقط الشيء الصحيح أما سلبية واحدة فقط تمثل نصف في المائة هم مستعدون للحديث عنها والتركيز عليها ومع ذلك لا يتحركون من أماكنهم إلى عمل جديد، وهذا لا يخرج من ثلاثة إحتمالات الأول أنهم كاذبون فقط يريدون لفت الأنظار لهم، والثاني أنهم يحملون مهارات متدنية فبحثوا وبحثوا ولم يجدوا مكانا.
الثالث أن هذا المكان قلبه كبير والذي يتحمل ويحتوي مثل هؤلاء السلبيين الذين قد يصل تأثيرهم إلى غيرهم من الموظفين بل كان من المفترض إبعادهم بأي طريقة كانت، بعض الناس حتى ولو كان صادقا يريدك أن ترى الحياة بناظريه، يريدك أن تراها كما يراها هو وهذا خطأ كبير، لكل منا طريقة تعامل مختلفة حتى ولو كانت الظروف نفسها، لا تسوق نظرتك للعمل أو الزواج أو العائلة أو السفر أو أي ناحية في حياتك على الآخرين.
@Majid_alsuhaimi