عبدالله العزمان


للنفوس، لياقة سامية، لا يجيدها إلا أصحاب النفوس الراقية، والإحساس المرهف، وهي صفات وقواعد عدة، كلما تمثل المرء منها جانباً، كلما صفت وسمت روحه، وانعكس ذلك على أخلاقة وشخصيته وتعاملاته مع الآخرين.
ولعل القرآن الكريم، أشار إلى سنام هذا الأمر ونبراسه، وهو العفو عن الجاهلين من الناس، حيث قال المولى -عز وجل-.
«خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين»
وفي الآية الكريمة، أمر الله رسوله - صلى الله عليه وسلم -، أن يأخذ العفو من أخلاق الناس، وكذلك الإعراض عن جهلهم، لذا، يروى أن رجلا دخل على عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فقال له: هي يا ابن الخطاب، فو الله ما تعطينا الجزل، ولا تحكم بيننا بالعدل، فغضب عمر حتى هم أن يوقع به، فقال الحر بن قيس : يا أمير المؤمنين، قال الله لنبيه - صلى الله عليه وسلم - : «خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين»، وإن هذا من الجاهلين، قيل، والله ما جاوزها عمر حين تلاها عليه، وكان وقافا عند كتاب الله.
ومن تلك القواعد أيضا، أن الإنسان الراقي، لا يفجر في الخصومة، بل غالباً ما يحمل الأمور على المحمل الحسن، ويعتذر لمن ديدنه، الخلق والدين والحكمة، ويتجاوز عن الزلات، ولا يعد العثرات، بل أنك تجده في أحيانٍ كثيرةٍ، يتعمد التجاوز عن أصحاب الخلق الرفيع، ويغمس زلاتهم في نهر فضائلهم وحسناتهم.
ومن قواعد الرقي أيضاً، عدم التدخل في حياة الآخرين، من طرح الأسئلة المحرجة، كالسؤال عن الراتب، أو الزواج، أو بناء البيت، أو عن تأخر الشفاء من المرض، أو غيرها من الأسئلة الشخصية الثقيلة.
وقل كذلك، عن التعليقات السلبية، كقول احدهم، انتبه على نفسك من السمنة، أو قول الآخر يا حبك للفلوس، أو وش هالذوق في اختيار الملابس، تعليقات له أثر سلبي على نفوس الآخرين يترفع عنها أصحاب الأخلاق الرائعة.
وعلى العكس تماماً، قد تجد أن أصحاب الذوق الرفيع، يختارون تعليقاتهم بعناية، كما يختار يحرص النحل على اختيار الورود، فيقدم الأعذار، ويجامل، ويمدح ويثني، ويغرف من نهر الكلمات، ليسعد المتلقي ويدخل عليه البهجة والسرور.
وخلاصة القول، الكلام الجميل، والابتسامة، لهما أثر كبير على النفوس، لذا، فلنتمثل وصية النبي الكريم - عليه أفضل الصلاة- وأتم التسليم حين قال «لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق».
@azmani21‬