خواطر الشهري


في هذا المقال بدأت بتنهيدة عميقة وكبيرة، ثم شددت حرفي لانطلق معكم في سردي الاستفهامي الأسبوعي، الذي ستكون بدايته استفهام رغم تعدد اجاباته: لماذا نكبر! وهل الجسد الذي يكبر أو الروح، أم كلاهما سوياً!
أعتقد بأن الذي يكبر، هو النفس، فطالما أمنت بعدم وصولك إلى المشيخ، فأنت في أمان حتمي، حتى تعلن عن استسلامك، وتعيد سيفك إلى غمده؛ وإن استمرت حربك، فلابد أن تقي ذاتك بمضادات الحرب ضدك، التي يتعنون بعضها بعدم احترامك لعمرك، وبأنك مراهقٌ كبير، وغيرها من العبارات المثبطة لرغبتك بالاستمرار في العيش حسب ما تراه مناسب لك، فإما أن تقاوم، أو تخضع! لا ثالث لهما.
عندما كنا أطفال كانت أحلامنا هي المناصب لأنها القوة والفخر لأنفسنا ولأهلنا على السواء، وأحياناً تكون لأجل أهلنا فقط!وفي بعضها تكون أحلامنا التي تجرعها، عبارة عن جرعة يومية منذ الطفولة لتنزرع داخلنا وتظهر كأنها تصدر منا بالإرادة الحرة؛ ومن هذه الأحلام كأن نكون مدراء - لا يهم مدير ماذا، المهم مدير - مهندسين، أطباء، وطيارين، وغيرها من وظائف الوجاهة الاجتماعية، وذلك لا يعني إنتهاء هذه الأحلام للجيل الجديد، إنما أضيفت إليها أحلام كُنّا قد نفقد أرواحنا بسببها - مبالغة مقصودة - إن فكرنا بها فقط، لا إن صرحنا بها! تخيل! أن يكون عملك هو أن تلعب ألعاب الفيديو فقط! وليس هذا وحسب، بل أيضاً تخيل أن يكون عملك هو أن تبث بثاً للحديث مع الناس دون هدف! وتخيل أيضاً أن يقرأ مقالي هذا بعد أعوام قادمة! ويحي ماذا سيقال عني!
بالتأكيد ليس تقليلاً منهم، بل مقارنةً بين الأجيال، والمجالات الجديدة التي استحدثت ليخرج منها هذا الجيل من الصندوق الهرِّم، وينطلق ويبدع في موهبته التي يمتلكها ويستفيد منها كباب رزق له؛ والاستحداث والتطور المجتمعي ليس فقط في الجيل الجديد، إنما في الجيل الذي يسبقه -الوالدين- لأنهم لم يلزموهم بمسارهم وطريقتهم في الحياة، بل ساعدوهم ومهدوا لهم أن يسيروا في طريقهم الذي يبدعون فيه.
النظر ومعايشة التجديد المجتمعي يعطيك طاقة كبيرة بالسعادة لأنك كلما تقدمت بالعمر، شهدت التحديثات المريحة، التي تعطيك «أووه كنا» ثم «تهايط» على المستجدين في الحياة، هذا إن لم تختلق قصصاً لم تحدث!
أخيراً، يمدي أكون معكم وإلا راحت علي؟
@2khwater