عبدالله العماري - الرياض 

كشف الدكتور سعد الرشيدي، رئيس مجلس إدارة جمعية الشرق الأوسط للعلاج الإشعاعي والأورام، أن التدخين هو المسؤول الأول عن 85% من من أنواع السرطانات دون تفرقة، بين تدخين السجائر أو الغليون أو السيجار وكذلك وسائل التدخين الإلكترونية، إضافة إلى غاز الرادون، الذي يتراكم في المباني، وكذلك الإسبستوس والزرنيخ والكروم والنيكل، وغيرها من المواد المسرطنة.
وأشار إلى أن هناك نوعين رئيسيين من سرطان الرئة: سرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة، وسرطان الرئة ذي الخلايا الصغيرة الذي ينتشر بسرعة أكبر ويرجح أن ينتشر في جميع أعضاء الجسم.

يأتي ذلك بعدما أكدت تقارير أمريكية صدرت حديثاً سنة 2024م، أظهرت أن حالات الإصابة بسرطان الرئة بلغت 235 ألف حالة، بينما كانت حالات الوفاة 125 ألف حالة.
وأوضح د. الرشيدي أن التشخيص يبدأ بالأشعة السينية، ثم الأشعة المقطعية لتصوير الرئتين، وتحديد أماكن الأورام، كما يتم اللجوء إلى الخزعة، أي الحصول على جزء من أنسجة الرئة ليتم فحصها لتأكد من وجود خلايا سرطانيه ومن ثم عمل فحوصات اخرى.
د. سعد الرشيدي

علاج سرطان الرئة

واستعرض د. الرشيدي الخيارات العلاجية لسرطان الرئة، حيث يكون العلاج الكيميائي من أهم الخيارات العلاجية، لقتل الخلايا السرطانية، خاصة لسرطان الرئة ذي الخلايا الصغيرة أو غير الصغيرة، إضافة لذلك العلاج الإشعاعي، حيث يتم توجيه أشعة عالية الطاقة لقتل الخلايا السرطانية، وكذلك العلاج الموجّه، باستخدام أدوية تستهدف تشوهات معينة ذات الخلايا السرطانية، كما يمكن أن يتم اللجوء إلى العلاج المناعي، الذي يساعد الجهاز المناعي داخل الجسم على مقاومة السرطان، ويبدو أن خيار العلاج الجراحي ممكن إذا كان الورم صغيرا ومحدودا في الرئتين.

أكثر الفئات عرضة للإصابة

وشدد على أن الأشخاص المعرّضين لخطر الإصابة بسرطان الرئة، من تتراوح أعمارهم بين 50 إلى 80 سنة، وكذلك المدخنين الحاليين، والمقلعين عن التدخين خلال 15 إلى 20 سنة، ناصحاً بضرورة الكشف المبكر، الذي يساهم في نجاح علاج الأورام السرطانية، مما يعطي نسبة شفاء عالية، في الوقت الذي أكد فيه على أنه يتم بذل جهود لتحسين من يجب أن يتم فحصهم بناء على عوامل خطر أكثر دقة تتجاوز مجرد العمر وتاريخ التدخين.
وأوضح أن الفحص الموصى به لسرطان الرئة، التصوير المقطعي المحوسب بجرعات منخفضة، حيث يتم استخدام جرعات إشعاعية أقل من الأشعة المقطعية القياسية، مما يجعله أكثر أماناً، خاصة عند الاستخدام المتكرر للأشعة، داعياً المواطنين للفحص السنوي لمن تنطبق عليهم المعايير، مع ضرورة المتابعة إذا تم العثور على شيء مريب، حيث سيكون من الضروري إجراء مزيد من الاختبارات، مثل الخزعة أو التصوير المقطعي المحوسب الأكثر تفصيلاً.

مخاطر الإفراط بالفحص

وأشار إلى أن هناك بعض المخاطر التي قد يتعرض لها المفرطون في الفحص أو التشخيص، منها اكتشاف السرطانات بطيئة النمو التي لا تسبب ضرراً على حياة الإنسان، ومن ثم إثارة الذعر والخوف، وكذلك التعرض للإشعاع أثناء إجراء الأشعة المقطعية، على الرغم من قلة نسبة الإشعاع، إلا أنها مازالت تحمل جزءاً من الإشعاعات المؤيّنة التي يتعرض لها الشخص، كما ينتج عن الفحص المتكرر اكتشاف تشوهات يتبين أنها ليست أوراماً سرطانية، إلا أن ذلك لن يتم إلا بعد إجراء عدد جديد من الفحوصات، للكشف عن المضاعفات المحتملة، منوهاً بضرورة مناقشة المرضى لإيجابيات وسلبيات الفحص المبكر، حيث يمكن اكتشاف أورام صغيرة، ليس بالضرورة أن تكون أوراماً سرطانية، مما يستدعي إجراءات طبية أخرى.
في الوقت الذي أكد فيه د. الرشيدي على فوائد الاكتشاف المبكر، حيث يمكن اكتشاف سرطان الرئة في مراحله الأولى، التي تكون فيها الخيارات العلاجية أكثر فعالية، مما يقلل نسبة الوفيات، مبيناً أن الدراسات أكدت انخفاض معدل الوفيات بنسبة تصل إلى 20%، بين أولئك الذين تم فحصهم، مقارنة بالأشعة السينية للصدر.

نسب وقاية عالية

من جهتها، أكدت منظمة الصحة العالمية إمكانية الوقاية من نسبة كبيرة من حالات السرطان تتراوح بين 30 إلى 50%. وتأتي هذه التصريحات في إطار تكثيف المنظمة لجهودها في تنفيذ خطة للوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها للفترة 2013-2020، بهدف الحد من الوفيات المبكرة الناجمة عن هذه الأمراض بحلول عام 2025.

وسلطت المنظمة الضوء على التبغ كأكبر عامل خطر يمكن تجنبه لوفيات السرطان، حيث يحتوي دخان التبغ على أكثر من 7000 مادة كيميائية، منها ما لا يقل عن 69 مادة معروفة بأنها تسبب السرطان. مشيرة إلى أن التبغ يقتل أكثر من 8 ملايين شخص سنوياً بسبب السرطان وغيره من الأمراض. ويعيش ما يقرب من 80% من المدخنين البالغ عددهم 1,1 مليار شخص في العالم في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.