عبدالله الغنام


يوافق يوم الخميس»5 أيلول/ سبتمبر» اليوم «الدولي للعمل الخيري»، وهذا الموضوع موجه إلى كل شخص يعيش على هذا الكوكب على اختلاف المعتقدات والتوجهات والأيدولوجيات.
ولأن العمل الخيري مهم وضروري على مستوى العالم من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية، نجد أن هيئة الأمم قد خصصت له يوما عالميا، بالإضافة لذلك يوجد مئات الآلاف من الجمعيات الخيرية والتطوعية حول العالم، وتُقدرها بعض المواقع على الأنترنت أنها قد تصل إلى ما يقارب 10 ملايين من المنظمات غير الربحية والجمعيات الخيرية، ولكن من المهم جدا التعامل مع العمل الخيري من خلال المؤسسات المسجلة الرسمية والمصرح بها حيث أننا بذلك نتأكد أن الجهد المبذول أو العطاء المادي يصل إلى مستحقيه، ولا يقع في الأيدي الخاطئة أو يُستخدم لأجندة خفية تضر أكثر مما تنفع.
وأما السبب وراء اختيار هذا اليوم، فلأنه يوافق ذكرى وفاة الأم تيريزا، والتي حصلت على جائزة نوبل للسلام في عام 1979م تكريما للعمل الخيري الذي اشتهرت به، وأما مفهوم العمل الخيري من وجهة نظر الأمم المتحدة: «فللعمل الخيري القدرة على رفع آثار الأضرار المترتبة على الأزمات الإنسانية، كما أنه له القدرة على دعم الخدمات العامة في مجالات الرعاية الطبية والتعليم والإسكان وحماية الأطفال، والعمل الخيري فاعل جدا في تحسين الثقافة والعلوم والرياضة وحماية الموروثات الثقافية، فضلا عن تعزيزه لحقوق المهمشين والمحرومين ونشر الرسالة الإنسانية في حالات الصراع »، وأعتقد أن تعريفه ومفهومه أوسع من ذلك، حيث هو العطاء للآخرين بكل أشكاله وصوره.
ومن المثير للدهشة حقا أن نعلم أن المستفيد من العمل الخيري أولا هو الباذل للعطاء وليس الأخرين! لأن العطاء والإحسان والخير هو باب من أبواب الراحة النفسية والمعنوية، ومجلبة لأسباب السعادة، ولذلك نجد أن الذين يعملون في مجال الخيري أو التطوعي هم أقرب لانشراح الصدر وبهجة النفس من غيرهم. وقد روي عن ابن القيم -يرحمه الله- أنه قال: إن في قضاء حوائج الناس لذة لا يعرفها إلا من جربها.
من الجدير بالتذكير للباحث عن العمل الخيري أو التطوعي، أن يلتمس الجمعيات والمنصات الرسمية، فعلى سبيل المثال يوجد «المنصة الوطنية للعمل التطوعي» حيث من مميزاتها: الربط بمركز المعلومات الوطني، ووصول المتطوعين للفرص التطوعية بكل يسر وسهولة، والحصول على إشعارات عن الفرص التطوعية وفق اهتمامات المتطوع، ورصد وتوثيق الساعات التطوعية، وتوفير فرص تطوعية تخصصية ذات أثر اجتماعي واقتصادي.
والواقع أن العمل الخيري المؤسسي المستدام هو جزء من تكاتف المجتمع، ويحد من ظاهرة التكدس المالي لفئة معينة ومن الطبقية في المجتمعات، وكذلك يخلق فرص وظيفية ونشاط متنوع للعاملين فيه، وأيضا يساهم جزئيا في معالجة الفقر والبطالة، ويدعم مفهوم المسؤولية الاجتماعية.
إن العمل الخيري بوجه العام والمؤسسي بشكل خاص جزء من الترابط والتنمية للمجتمعات بكافة أشكالها.
@abdullaghannam