عملت في الجودة أستاذا وباحثا ومدربا وقائداً ومستشاراً في أروقة الجامعة جل حياتي، وأصبحت هذه المهنة هي التي حددت هويتي وشخصيتي وبصمة عمري كله.
لكن تبقى سعادتي بين طلابي متنقلا بين أروقة الجامعة بينهم مستشعرا احتياجاتهم وهم شباب يافع في مقتبل العمر، كلهم حماس لأداء أفضل في حياتهم ودراستهم لينعكس ذلك علّى حياة يراد أن يعيشوا فيها في أنجح وأيسر طريقه، مع أمل كبير في اقتناء فرصة مميزة لتريحهم في هذه الرحلة، وتجعلهم يسيرون الطريق إلى الفوز بمستقبل قادم، مؤديا كلا منهم رسالته الواجبة تجاه عائلته واستحقاقات مجتمعه، ليصبح الفرد منهم فاعلاً ومنتجا في وطنه الكبير.
يبقى لي سؤال دائم منهم، وفي كل مناسبة أكون بينهم، دكتور.. كيف أجود حياتي لأعزز أدائي؟
يا بني.. جودة حياتك تتمثل في إحساسك الإيجابي، والتي هي دلالة على ارتفاع مستوى رضاك عن ذاتك وحياتك كلها، كذلك سعيك الدائم والمتواصل لتحقيق أهدافك الشخصية المقدرة، وذات القيمة والمعنى بالنسبة لك لتحقيق استقلاليتك في تحديد وجهتك ومسار حياتك، واستمرارك وحرصك في تكوين علاقات اجتماعية إيجابية متبادلة متوازنة مع الآخرين، وترتبط جودة حياتك النفسية بكل من إحساسك بالسعادة، والاستمتاع بالحياة، والسكينة، والطمأنينة، عاكسا مدى وعيك بتحقيق التوازن بين جوانبك الجسمية والنفسية والاجتماعية، محققا الرضا عن حياتك ومستمتعا بها وبإيجابية تامة.
ذلك لأن جودة الحياة تعبر عن التوافق النفسي، والذي يعكس الشعور بالسعادة والرضا عن الحياة كنتاج لظروف الحياة المعيشية والحياتية لك، وإدراكك الذاتي لذلك، كون ذلك يؤثر في تقييمك للجوانب الموضوعية للحياة كـ»التعليم، والعمل، ومستوى المعيشة، والعلاقات الاجتماعية» من ناحية، وأهمية ذلك بالنسبة لك.
خلاصة القول، جودة أدائك هي قدرتك على تبني أسلوب حياة يشبع رغباتك واحتياجاتك، وشعورك الشخصي بالكفاءة والقدرة الذاتية، وإرادتك القوية للتعامل مع التحديات التي تواجهك، والرضا، والإدراك، والشعور للعيش في حياة ذات معنى، لتكون متناغمة ومتوافقة بين جوهرك وقيمك في مجتمعك.
@Ahmedkuwaiti