مع اقتراب موعد القرارات المالية الهامة، تتزايد التساؤلات حول مدى حكمة الاحتياطي الفيدرالي في تأجيل خفض أسعار الفائدة.
فبعد فترة من التشديد النقدي بهدف كبح التضخم الذي أرهق الاقتصاد العالمي، بدأت مؤشرات الركود الاقتصادي تلوح في الأفق، مما دفع العديد من الخبراء إلى التحذير من أن الفيدرالي قد يكون قد أخطأ في تقدير التوقيت المناسب لتخفيف السياسات النقدية.
اقرأ أيضاً: الدولار يستعد لنهاية عام صعبة مع اقتراب خفض سعر الفائدة الأمريكية
ومن المقرر أن يعقد مسؤولو الاحتياطي الفدرالي اجتماعهم المقبل في 17 و18 سبتمبر. ويتراوح سعر الفائدة الرئيسي حالياً بين 5.25 و5.5 %، وهو ما يُنظر إليه على نطاق واسع باعتباره "عائقا" أمام النشاط الاقتصادي.
شبح ركود الاقتصاد الأمريكي
احتمالية خطأ الاحتياطي الفيدرالي
وطرح أكينتيوي السؤال التالي: ”هل أخطأ بنك الاحتياطي الفيدرالي في تأجيل تيسير سياسته النقدية؟”.
اقرأ أيضاً: انتعاش الأسهم وتراجع الدولار وسط توقعات خفض أسعار الفائدة في سبتمبر
وأشار أكينتيوي إلى بيانات اقتصادية مثل رواتب القطاع غير الزراعي، قائلا إنها تم تعديلها لاحقا لتعكس صورة اقتصادية أضعف.
وفي أغسطس، أفادت وزارة العمل الأمريكية أن الاقتصاد أضاف 818 ألف وظيفة أقل من الفترة من أبريل 2023 إلى مارس 2024.
وفي إطار المراجعات المعيارية السنوية الأولية لأرقام الرواتب غير الزراعية، قال مكتب إحصاءات العمل إن النمو الفعلي للوظائف كان أقل بنحو 30% من 2.9 مليون وظيفة المبلغ عنها في البداية من أبريل 2023 إلى مارس من هذا العام.
وقال أكينتيوي: ”هل الاقتصاد أضعف بالفعل مما تشير إليه البيانات الرئيسية، وهل تسبب بنك الاحتياطي الفيدرالي في تهديد استقرار الاقتصاد؟"
وأضاف أن التغييرات في السياسة التي يجريها بنك الاحتياطي الفيدرالي تستغرق وقتا حتى تتحرك عبر الاقتصاد ”لذا إذا كان الاقتصاد أضعف مما تشير إليه البيانات الرئيسية فسوف يحتاجون إلى مراجعة حول التيسير النقدي ما بين 150 أو 200 نقطة أساس وهذا سيستغرق وقتاً”.
مشكلة أثر التيسير النقدي
وتابع "بمجرد أن تقوم بهذا القدر من التيسير، فإن الأمر يستغرق من ستة إلى ثمانية أشهر لحدوث التغلغل اللازم”.
وقال أكينتيوي إنه إذا أظهر الاقتصاد فجأة علامات ضعف أكثر في بداية عام 2025 فسوف يستغرق الأمر حتى النصف الثاني من عام 2025 لرؤية آثار أي تخفيف نقدي حتى يشعر به الاقتصاد، والذي قد يبدو ”مختلفًا تمامًا” بحلول ذلك الوقت.
توقعات خفض الفائدة الأمريكية
كما زعم أن السوق تركز بشكل مفرط على التنبؤ بحجم أي خفض محتمل لأسعار الفائدو، متسائلاً: ”السؤال الآخر الذي يبدو أن لا أحد يسأله هو، لماذا لا يزال سعر الفائدة عند 5.5% بينما انخفض التضخم إلى ما يقرب من 2.5%؟، هل تحتاج إلى سعر فائدة حقيقي يبلغ 300 نقطة أساس في مثل هذه البيئة مع كل حالة عدم اليقين التي نواجهها؟”.
بيانات التضخم وخفض الفائدة
وفي الولايات المتحدة، أظهرت البيانات يوم الجمعة أن مؤشر أسعار الإنفاق الاستهلاكي الشخصي وهو مقياس التضخم المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي قد ارتفع بنسبة 0.2% في الشهر الماضي كما كان متوقعاً.
وتدعم البيانات خفضا أصغر لأسعار الفائدة حيث تشير العقود الآجلة لأسعار الفائدة الأمريكية إلى احتمالات أقل لخفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في وقت لاحق من سبتمبر.
في الوقت الحالي، ترى الأسواق فرصة بنسبة 70% تقريبًا لخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي هذا الشهر، مع توقع ب 30% المتبقية بأن يخفضها بنك الاحتياطي الفيدرالي بمقدار 50 نقطة أساس.