صحيفة اليوم


كشف الأستاذ عادل الجريد، الرئيس التنفيذي لشركة ميتسوبيشي باور في المملكة العربية السعودية، عن أهمية فوز ميتسوبيشي باور بأول تعاقد لتزويد توربين غازي في المملكة، حيث أكد على الأهمية الاستراتيجية لهذا المشروع، الذي يسهم بشكل مباشر في دعم استراتيجية المملكة نحو تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060 وتحقيق أهداف رؤية السعودية 2030. كما ناقش العوائد الاقتصادية والبيئية المتوقعة على المدى القصير والبعيد، وكيف يدعم المشروع برامج التوطين والمحتوى المحلي. فإلى تفاصيل الحوار الذي أجرته " اليوم " لاستكشاف كيف تخطط ميتسوبيشي باور لتحقيق هذه الأهداف.

كيف يدعم هذا المشروع استراتيجية المملكة العربية السعودية لتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2060 وأهداف رؤية السعودية 2030؟


يسعدني ما نشهده من تحوّلات في المملكة العربية السعودية لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة ٢٠٣٠ من خلال مشاريعها الرائدة. نقوم في شركة ميتسوبيشي باور بإجراء استثمارات كبيرة لتحقيق مستقبل مستدام، من تطوير أكبر وأكثر التوربينات الغازية كفاءة وموثوقية في العالم، إلى التوربينات الغازية المدعومة بالهيدروجين، وتقنيات تخزين الطاقة، ورقمنة بنية الطاقة، وحلول الطاقة النظيفة. وتماشيًا مع رؤية السعودية 2030، نعمل على ربط الحلول الموثوقة قصيرة وطويلة الأمد ودعم الجهود في المنطقة لتحقيق كفاءة الطاقة واستقرار إمداداتها. نتبنى في - ميتسوبيشي باور - ركائز الموثوقية والكفاءة والاستدامة تماشياً مع رؤية المملكة العربية السعودية للاقتصاد الدائري للكربون لقيادة نجاحات الطاقة في المنطقة. كما نشهد اليوم تحقيق إنجاز بارز على صعيد مسيرة النموّ والاستدامة الطموحة في المملكة وهو الفوز بعقد من شركة "سامسونج سي آند تي كوربوريشن العربية السعودية" لتزويد توربين غازي من طراز M501JAC العامل بالدورة المركبة والمجهّز للعمل بوقود الهيدروجين، لتشغيل محطة صناعية جديدة للإنتاج المشترك للبخار والكهرباء، يقوم بتطويرها في المملكة العربية السعودية تحالف تقوده شركة أبوظبي الوطنية للطاقة "طاقة"، إحدى أكبر شركات المرافق المتكاملة المدرجة في السوق المالي في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، وشركة "جيرا" أكبر شركة لتوليد الكهرباء في اليابان. وستقوم المحطة الجديدة بإنتاج الكهرباء والبخار لتزويد مجمّع بتروكيماويات في الجبيل بالمنطقة الشرقية للمملكة العربية السعودية. ومع التزويد بتقنيات "ميتسوبيشي باور" المتطوّرة لتوربينات الغاز العاملة بالدورة المركبة، والتي سيتم تجميعها محلياً لأول مرة في مركز "ميتسوبيشي باور" في الدمام بالمملكة العربية السعودية والبالغ مساحتها 17,200 متر مربع، نساهم بتعزيز قدراتنا على تقديم حلول إنتاج طاقة نظيفة وموثوقة وفعّالة تدعم عملاءنا على تحقيق الرفاهية للمجتمعات في المملكة والمنطقة.

ما هي العوائد الاقتصادية والبيئية المتوقعة من تشغيل محطة الإنتاج المشترك للكهرباء والبخار في مجمع ساتورب الاستراتيجي؟


ستُوفّر محطة الإنتاج المشترك الجديدة ما يقارب 475 ميجاواط من الكهرباء وحوالي 452 طن في الساعة من البخار المُنتج بواسطة توربينات الغاز العاملة بالدورة المركبة ذات التقنية العالية في التوسعة الإستراتيجية لشركة "أرامكو السعودية توتال للتكرير والبتروكيماويات" (ساتورب)، ومن المتوقع أن تضمّ توسعة مجمّع "ساتورب" الاستراتيجي للبتروكيماويات واحدة من أكبر وحدات التكسير البخاري للمواد الهيدركربونية المختلطة والمعقدة في منطقة الخليج العربي.
تعدّ توربينات (JAC) من "ميتسوبيشي باور" من توربينات الغاز الرائدة عالمياً من حيث الموثوقية، وأعلى معدّلات الكفاءة التي تزيد عن 64% وهي مجهّزة للعمل بمزيج وقود الهيدروجين مع الغاز الطبيعي. ووفقًا لتقرير ماكوي باور فقد حققت ميتسوبيشي باور المرتبة الأولى في الحصة السوقية العالمية لتوربينات الغاز في عام 2023. وسيوفر التوربين الجديد للمحطة الصناعية للإنتاج المشترك للكهرباء والبخار في التوسعة الإستراتيجية لمجمّع "ساتورب"، مزيداً من المرونة والسرعة في بدء التشغيل والقدرة على متابعة الأحمال، لتلبية الطلب على الطاقة، وضمان إمدادات مستقرة من الطاقة منخفضة الكربون، ودعم النموّ الصناعي وأهداف الحياد الكربوني في المملكة العربية السعودية. ومن الجدير بالذكر ان القطاع الصناعي في المملكة العربية السعودية قد شهد نموًا بنسبة 60% في عدد المنشآت منذ إطلاق الرؤية الوطنية. حيث ارتفع عدد المنشآت الصناعية في المملكة من 7,206 في عام 2016 إلى 11,549 في عام 2023، مما يعكس جهود المملكة في تنويع اقتصادها ووضع نفسها كقوة صناعية عالمية، وفقًا لبيان صادر عن برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية. يتماشى هذا الارتفاع في عدد المنشآت الصناعية بشكل كبير مع الاستراتيجية الوطنية للصناعة، التي كشف عنها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في أكتوبر 2022، والتي تهدف إلى دفع هذا النمو وتوسيع القطاع ليصل إلى حوالي 36,000 مصنع بحلول عام 2035. وبناءً على هذه البيانات، وكذلك التزام شركة ميتسوبيشي باور الطويل الأمد بالسوق السعودي، فإننا نتطلع إلى مواصلة دعم المنظمات السعودية والقطاع الصناعي ككل لتحقيق هذا الهدف ورؤية 2030. ووفقًا لبرنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية، فإن المنشآت في جميع أنحاء المملكة تعد محورية لتحقيق أهداف رؤية 2030، بما في ذلك تنويع الاقتصاد والتنمية المستدامة.

فيما يتعلق ببرامج التوطين والمحتوى المحلي؛ كيف ستسهم مشاريع ميتسوبيشي باور في توطين الصناعات ودعم السوق المحلي؟



تماشيًا مع رؤية المملكة 2030 ودعمًا لبرامج التوطين، أطلقنا في عام 2019 البرنامج الوطني السعودي لشركة "ميتسوبيشي باور" بهدف إعطاء الأولوية لتطوير المواهب المحلية في المنطقة الشرقية وجميع مدن المملكة. تقوم شركة ميتسوبيشي باور بتنفيذ برامج تدريب وتطوير مُنظمة تجمع بين التدريب المتقدم وبرامج تبادل المعرفة، لنوفر للمواهب السعودية مستقبلًا مهنيًا مثمرًا، يمكنها من تطوير مهاراتها الفنية من خلال التدريب تطلعاً لتحقيق هدف السعودة بنسبة 60٪ في المستقبل القريب.

ولأننا نؤمن بأهمية توفير الدعم المحلي لصناعاتنا، وانسجامًا مع أهداف المحتوى المحلي الطموحة لرؤية 2030 في المملكة، سنقوم بتجميع توربين الغاز من طراز "ميتسوبيشي باور M501JAC"، وهو أول توربين غازي من نوعه سيتم تجميعه في مركز "ميتسوبيشي باور" في الدمام. كما وقعنا اتفاقية طويلة الأمد مع التحالف الذي تقوده شركتا "طاقة" و"جيرا"، لتقديم خدمات الصيانة والإصلاح من خلال مركز خدمات "ميتسوبيشي باور " الواقع على مقربة من المحطة، مما سيوفر الدعم المحلي ويضمن الاستجابة السريعة، ولضمان أعلى مستويات التوافر والموثوقية المستدامة لمكونات التوربينات.

ما هي الخطوات المستقبلية لـ "ميتسوبيشي باور" في المملكة العربية السعودية والمنطقة؟



نفخر بتراث شركة "ميتسوبيشي باور" العريق في المملكة العربية السعودية الممتد لأكثر من خمسة عقود؛ حيث بدأت الشركة عملياتها في المملكة مع توريد أول الغلايات لشركة "أرامكو" في بقيق عام 1965، ونشطت بجهودها منذ ذلك الحين في مشاريع الطاقة، مع شركات المرافق العامة وغيرها من الشركات الصناعية الكبرى في المملكة. كما تعمل "ميتسوبيشي باور" مع الجهات الرئيسية المعنية بقطاع الطاقة في المملكة؛ بما في ذلك وزارة الطاقة، وشركة أرامكو السعودية، والشركة السعودية للكهرباء، والمؤسسة العامة لتحلية المياه، وسابك، وجميع المشاريع الكبرى التي يقودها صندوق الاستثمارات العامة ومنتجو الطاقة المستقلون.

وتماشيًا مع رؤية المملكة الطموحة، نهدف في شركة ميتسوبيشي باور إلى ربط الحلول الموثوقة قصيرة وطويلة الأجل ودعم جهود الاستثمار في المنطقة لتحقيق كفاءة الطاقة واستقرار إمداداتها.

وسنواصل دعم المملكة العربية السعودية في هذا الفصل التاريخي من نموها وطموحاتها من خلال تقديم حلولنا وخدماتنا المتطورة في توليد الطاقة التي تتميز بالموثوقية والكفاءة والنظافة لدعم نمو المرافق العامة والصناعية. وفي الوقت ذاته، نحن ملتزمون بمواصلة تطوير فريقنا السعودي وتزويدهم بكل الدعم اللازم لتعزيز نموهم المهني حيث حققنا 54% من خطة تطوير الكفاءات السعودية لدينا، والتي تشمل المهندسين والخبراء المتخصصين، ونتطلع إلى تحقيق هدف السعودة بنسبة 60% في المستقبل القريب.

عادل الجريد
الرئيس التنفيذي - ميتسوبيشي باور، المملكة العربية السعودية29317610328400يتولى عادل الجريد من موقعه كرئيس تنفيذي لشركة ميتسوبيشي باور في المملكة العربية السعودية، مهام قيادة العمليات التشغيلية وتطوير أعمال الشركة في المملكة، بالتركيز على جهود التوطين وتحويل قطاع الطاقة بما يتماشى مع رؤية السعودية 2030.

يمتلك عادل خبرات واسعة في تأسيس وتطوير الشركات في قطاع الطاقة بالمملكة حيث شغل العديد من المناصب القيادية والإدارية.

وقد لعب "الجريد" دورًا رئيسيًا في إنشاء ورشة ميتسوبيشي باور في الدمام لتوطين وظائف تجميع وصيانة وإصلاح مكونات التوربينات الغازية في المملكة العربية السعودية، ويقود أيضًا استراتيجية توطين القوى العاملة لدى ميتسوبيشي باور في المملكة وتحسين مستوى التطوير المهني للموظفين السعوديين من الجنسين، فضلاً عن جهوده في نقل الخبرات وزيادة المحتوى المحلي بالشراكة مع عملاء ميتسوبيشي باور في المملكة بما يسهم في تحقيق رؤيتها الوطنية وأهداف استراتيجيتها لقطاع الطاقة.

ومن واقع فهمه العميق لقطاع الطاقة في المملكة إلى جانب خبراته التراكمية في ميتسوبيشي باور والمتواصلة منذ نحو عقد، يسهم عادل في النجاحات المتوالية للشركة وإنجاز خطط نموها في المملكة.

تخرج الأستاذ عادل الجريد من الكلية التقنية في الجوف، كما حصل على العديد من الشهادة الأكاديمية في مجال تطوير رأس المال البشري خلال مسيرته التعليمية والمهنية.