تجويد أسلوب حياة المواطنين وأسرهم أولوية في المملكة، وعليه تم وضع خطط وبرامج جودة الحياة والتي تعنى بتطوير أنماط العيش من خلال تفعيل مشاركة الأفراد في الأنشطة الترفيهية والرياضية والثقافية، وتحسين البنية التحتية، والاهتمام بالخدمات.
ما تم الإعلان عنه من برامج وفعاليات موسم الرياض في نسخته الجديدة يهدف لتعزيز أوجه السياحة في البلاد، ويستكمل مسيرة نجاحاته السباقة التي جعلت عيون العالم تلتفت نخو العاصمة، فأبدع وتفنن في تقديم المملكة بشكل غير مسبوق.. كما حقق من الناحية الاقتصادية عوائد ضخمة ويعتبر الموسم قوة جبارة في قطاع الترفيه، يملؤه روح الحماس، حابس للأنفاس، فعاليات عديدة تُعدّ الأكبر، ولم يحدث مثلها في العالم العربي من قبل.. وما رأيناه منذ انطلاقة المواسم وحتى الآن يعكس الجهود المبذولة في الإعداد المميّز، وتلبية احتياجات شرائح المجتمع كافة.
فصل جديد يُروى، ها هو الحلم أصبح واقعًا، واتخذت المملكة مكانتها في هذه الصناعة.. لحظات فارقة في الزمن يعيشها السعوديون، ولابد أن ننوّه إلى أن العلاقة طردية بين جودة المدن والحياة، يقول الفيلسوف مونيس إن تطور الدول يعتمد على نمو مدنها، وبالتالي يؤثر على ساكنيها.. ويقول أفلاطون: ليس المهم أن تعيش، بل أن تعيش جيدًا، فمن من الضروري أن تكون مدننا ملاذًا آمنًا للأفراد، وتوفر احتياجاتهم، وبذلك تكون منظومة تكاملية.
ومن منطلق مفهوم جودة المدن لابد أن نشدّد على ثقافة رمي المخلفات في الأماكن العامة.. وما شوهد في افتتاح نافورة البوليفارد منظر مُحزن وغير حضاري، على الرغم من توفير حاويات للنفايات..الحفاظ على المرافق العامة ونظافتها مسؤولية مجتمعية، فلنتمسّك بأخلاقياتنا.. وما تم فرضه من غرامات مالية على المخالفين ومضاعفتها في حال تكرارها للحفاظ على الذوق العام سيقنّن من هذه الأفعال المشينة.
ونهيب بكل مواطن صالح غيور أن يحسن استثمار النعم و أن يكون رافدا في تعزيز مفهوم جودة الحياة في سبيل الارتقاء بمفاهيمها وقدرتها وأن يكون خير إسهام في مسيرة التنمية والعطاء.