خواطر الشهري


امتلأ بيتها بالحياة، بوجود أناس حولها يتحدثون معها، وآخرون يتأهبون لحمل أثاثها الجديد وتوزيعه بجمالية ليكملوا رسم ابتسامة هذه الإنسانة التي اعتادت على وحدتها؛ كانت عينيها تتلألأ سعادة، وتسرح في وجوه الموجودين، وتتنقل مع كل صوت يصدر من كل فرد، وكأنها تريد أن تحتفظ بجميع هذه اللقطات في ذهنها لأنها تعلم بأن الأوقات السعيدة تنتهي سريعاً!
شهدت هذه اللوحة الإنسانية من فريق كانت شركته قدوةً لهم، فمن مسؤولية هذه الشركة الاجتماعية ساهموا في تأثيث منزل أسرة بأثاث جديد مصنَّع خصيصاً لها، ثم أطلقوا فرصتهم التطوعية لموظفيهم الراغبين بالمشاركة معهم في حمل وتوزيع الأثاث في المنزل المدعوم، لينشروا الخير بشكل أكبر فيمن هم تحت مسؤوليتهم.
لا ليس بغريب هذا المشهد في وطني الحبيب، ولا من جهاته أو أفراده، ولكن ذهني شرد في نطاقه البعيد يتساءل! ألم يقولوا إن الفرد لابد أن ينجب لتعتني به ذريته في كبره! أليس في الوصول إلى عمر العجز، تأميناً مضمون وهو أبناءنا! هل هم تأمين حقاً! ولماذا تكون هذه الجملة هي أولى الجمل التي تحث على سرعة الانجاب! وهل من لم ينجب سيكون وضعه كارثي في كبره!
قد يكون المشهد الذي ذكرته في البداية ينقض هذه العبارة، لأن الأبناء ليسوا بالضرورة هم السند الحقيقي عندما نكبر، بل كان السند بنطاقٍ أكبر وهم جميع من عرف عن حالها، وسمع أن الأجر هنا، وكذلك لا نجحف حق الأبناء الذين ينسون أنفسهم بجانب احتياج آبائهم وأمهاتهم.
«العزوة» بشكل عام هم نحن، جميعنا من رجال ونساء هذا البلد، تحت قيادة ملكنا الحبيب، وولي عهده الأمين، فمن منّا سيضام ونحن على هذه الأرض! فالناس هنا تتسابق على الخير وذلك يدل على أننا في خير، ومستمرين فيه، لأننا جُبلنا عليه، وتوارثناه على هذه الأرض الخيّرة.
أمنا التي ألهمتني على الكتابة اليوم، أرسلت دعواتها إلى السماء بكل حب وسعادة، لأنها وجدت الراحة في بيتها، وشهدت رغبة أناس غرباء عنها يبحثون عن إسعادها، ولم تناديهم إلا بأبنائي وبناتي، فصنعوا يوماً جميلاً لها، وأطارت هذا المشهد ليظل معها دائماً في ذاكرتها.
@2khwater