تعجبني تلك الأرواح والأنفس الراقية والتي لا تحمل الحقد وتسامح وتعفوا وتسعى إلى بذل الخير ولم الشمل وتحرص نبذ الكراهية قلوب وهبها الله -عز وجل- المحبة والصفح وحسن التعامل تسعى إلى نشر السلام وإسعاد الآخرين ولو بكلمة، إرواح تعمل على إرضاء الله سبحانه ولو على حساب نفسها تتحمل الإيذاء من الآخرين ولا تعاملهم بنفس أسلوبهم وتتجاوز عن أخطاء الآخرين لأنها تريد أن تبقى أنفسهم بيضاء تجدهم دائما في سعادة وفي راحة بال لأنهم ينامون وقلوبهم آمنة مطمئنة وخلت من المكر والخديعة يرجون رحمة الله وثوابه .
تعجبني تلك الأرواح التي تراها دائما تسعى إلى نبذ الخلافات وإلى التقارب وتكره الشر وزرع الفتن والتعالي على الناس لأنها تدرك أن الله يراقب أعمالها وسيحاسبها على كل شيء، أرواح تجردت من من كل الخطايا وحب الانتقام وجرح مشاعر الآخرين ونشر الفوضى والمشاكل في عالمها النقي، أرواح تقف لها احتراما وتقديرا لأنها عرفت حدودها مع الله، لا تظلم أحدا ولا تجيد المراوغة والإساءة إلى غيرها، في المقابل نجد أن هناك قلوبا قاسية وظالمة كل همها في هذا الوجود هو أن تنشر الكراهية وصنع العداوات والمكر والخداع، أرواح تناست دورها في هذه الحياة امتلات بالأحقاد وحب الذات وتفننت في جرح الآخرين وعاثت في الارض فسادا، حياتهم كلها خصومات ومشاحنات لايعرفون للسعادة طريقا، مضت أعمارهم في حروب عبثية لم يستفيدوا منها شيئا ولم يحققوا أي انتصار لهم سوى كراهية الناس لهم، هذا إضافة إلى غضب الله منهم ومن شر أعمالهم، حبهم للشر جعلهم يتباهون بسوء أعمالهم وأضاعوا حتى أنفسهم في طريق طويل نهايته الندم والخذلان.
أرواح باعت آخرتها وخسرت دنياها وعاشت في قلق ولم لأنها كانت حليفا للشيطان وتفوقت عليه أحيانا، أرواح ينبذها المجتمع ولا يتعامل معها، تجدهم يظهرون لك الحب والمودة والابتسامة الباهتة ومن خلفك يطعنونك بكلماتهم ومكرهم ويتباهون بكل عذاب أو جراح قدموها لغيرهم، تمضي بهم الأيام وهم يرتدون ثياب الطهارة والنزاهة وهم في داخلهم شرور الدنيا مجتمعة، لم يؤثر فيهم أي موعظة أو نصح، فقد استحوذ الشيطان عليهم أضاعوا أجمل أيام عمرهم في النيل من الآخرين وهدم كل روابط الخير بين الناس يتحدثون عن الدين وعن القيم وتناسوا أن الدين المعاملة، اختاروا طريق الضياع وقطع الأرحام وأعلنوا الحرب على كل القلوب الطيبة والصادقة، تراهم يعيشون بوجهين يجيدون فن التمثيل ويتظاهرون بالاستقامة لكي ينخدع بهم البسطاء من الناس، أقوالهم لا تطابق أفعالهم أبدا، لا تجد لهم أي بصمة في الحياة سوى حب الشر ونقله وتصديره لكل من حولهم وتبقى أعمالهم المشينة شاهدا عليهم في الحياة وفي الآخرة، سوف يقفون أمام الله -عز وجل- وسواد قلوبهم وأفعالهم هي رصيدهم الذي يقودهم إلى المصير المجهول، فمهما تعالت أصواتهم وطال ليل ظلمهم ومكرهم فان الله لهم بالمرصاد.
وتبقى القلوب الطاهرة الصادقة هي من ستنتصر في النهاية ويبقى الإنسان المسالم المحب لغيره هو من يعيش سعيدا لأنه جعل من حب الخير طريقا له، فتراه محبوبا من الناس ويحظى بكل الحب والتقدير لأنه عاش متمسكا بمكارم الأخلاق وارتقى عاليا عن كل تفاهات وأحقاد البشر فكسب الدنيا والآخرة.
وقفة:
تنشد عن الحال
هذا هو الحال
saud331@hotmail.com