عبدالكريم الفالح

يقول الكثيرون إن تواجد اللاعبين المحترفين العالميين سيرفع مستوى الدوري السعودي لكنه في نفس الوقت يقلل من مستوى المنتخب.

ففي السنوات الأخيرة، شهد الدوري السعودي تطوراً ملحوظاً على مستوى جودة اللاعبين الأجانب الذين انضموا إليه، خصوصاً بعد استقطاب أسماء كبيرة في عالم كرة القدم العالمية.

هذا التطور رفع من تنافسية الأندية المحلية، مما انعكس بشكل إيجابي على جودة المباريات والمستويات الفنية المقدمة في "دوري روشن السعودي"، ولكن السؤال الأهم: كيف يمكن أن يستفيد المنتخب السعودي من هذا الزخم في تواجد اللاعبين الأجانب؟

ويلعب اللاعبون السعوديون جنبا إلى جنب مع هؤلاء النجوم، مما يعزز من تطورهم الفني والتكتيكي.

الاحتكاك اليومي مع لاعبين لديهم خبرات عالمية يسهم في تحسين مهارات اللاعبين المحليين وتطوير قدراتهم على التحمل الذهني والبدني فيستفيد المنتخب من تطور اللاعبين السعوديين حتى لو لم يشاركوا في المباريات لأنهم يشتركون معهم في التدريبات فيستفيدون.
كما أن اللاعبين الأجانب في دوري روشن، وخاصة من سبق لهم اللعب في الدوريات الكبرى، يجلبون معهم أفكارا تكتيكية وأساليب تدريب جديدة.
اللاعبون السعوديون في الأندية المختلفة يستفيدون من هذه الخبرات من خلال الاحتكاك، وهو ما يمكن أن يساهم في تطوير مستوى المنتخب على الصعيد التكتيكي.
وجود لاعبين أجانب بجودة عالية يساعد على تحسين مهارات اللاعبين المحليين من حيث القدرة على التحكم بالكرة، اتخاذ القرارات تحت الضغط، والتموضع داخل الملعب. اللاعبون السعوديون يتعلمون كيفية مواجهة اللاعبين الأفضل، مما ينعكس إيجابياً عندما يلعبون على مستوى المنتخبات.
اللاعبون الأجانب في الدوري، وخاصة النجوم الكبار، يجلبون معهم عقليات احترافية على أعلى مستوى. يتعلم اللاعبون المحليون من هؤلاء النجوم كيف يتحلون بالانضباط داخل وخارج الملعب.
الاحترافية ليست مجرد أداء على الملعب، بل تشمل أيضا الجوانب النفسية والبدنية مثل إدارة الأوقات، الاستعداد البدني، والتركيز.
التواجد المستمر للاعبين الأجانب يحفز اللاعبين المحليين على بذل المزيد من الجهد من أجل التميز والحفاظ على أماكنهم في التشكيلات الأساسية. هذا النوع من المنافسة الصحية يرفع من مستوى الأداء العام، ويؤثر إيجابياً على المنتخب من خلال توفير قاعدة قوية من اللاعبين الذين يستطيعون المنافسة على المستويين المحلي والدولي.
اللاعبون الأجانب يأتون من مدارس كروية مختلفة، سواء من أوروبا، أمريكا الجنوبية، أو إفريقيا. هذا التنوع في الأساليب التكتيكية والثقافات الكروية يعزز من فهم اللاعبين السعوديين لأساليب مختلفة من اللعب، مما يسهم في تطوير عقلية تكتيكية أكثر شمولية. هذا التنوع سيجعل المنتخب السعودي أكثر قدرة على التكيف مع خصوم من مختلف الأنماط الكروية في البطولات الدولية.
على الرغم من أن وجود لاعبين أجانب قد يعني منافسة قوية على المراكز الأساسية في الفرق، إلا أنه يمكن أن يسهم في تطوير اللاعبين المحليين على المدى الطويل. يمكن للنجوم الأجانب أن يكونوا قدوة للاعبين الشباب، ويمنحونهم الفرصة للتعلم والتطور. بهذه الطريقة، يمكن أن يخرج من هذه التجربة مجموعة جديدة من اللاعبين السعوديين القادرين على قيادة المنتخب.
تواجد اللاعبين غير السعوديين في دوري روشن السعودي ليس فقط إضافة جمالية للدوري بل هو فرصة ذهبية لتطوير كرة القدم السعودية على المستوى الوطني. فالاحتكاك بلاعبين عالميين يرفع من مستوى الكرة السعودية بشكل عام، ويؤهل المنتخب السعودي ليكون أكثر تنافسية وجاهزية للبطولات القارية والعالمية.