جميل أن يهتم المجتمع بالإرشاد الأسري، ويعرف مفهومه جيداً، وماذا يعني، ويعرف مميزاته التي هي شكل من أشكال مساعدة الأسرة التي تتكون من آباء وأمهات وأقارب.
مساعدتهم على تفهم الحياة الأسرية وتوعيتهم بمسئولياتهم كلٌ حسب دوره في الأسرة، ففي ظل المتغيرات المتسارعة التي تعيشها المجتمعات في جميع جوانب الحياة وأثر ذلك على الأسرة بجميع مكوناتها، برز مفهوم الإرشاد الأسري كحاجة ضرورية تسهم في تحقيق توازن الأسرة واستقرارها وفهم أدوارها مما يؤدي إلى ما يدعو للشك على تأكيد استقرار المجتمع وتقدمه.
المشكلات التي تواجه الأسرة الدور الرئيس في حلها هو الإرشاد الأسري الإيجابي، خاصة في زماننا هذا فنحن أشد حاجة له.
أكثر العمل على تفعيل الإرشاد الأسري يكون بين الزوجين، والأهم الاحترام، فالاحترام بين الزوجين هو قيمة في حد ذاتها وبعدها يأتي الحب، فالحياة التي يهين فيها أحد الزوجين الآخر بالألفاظ والتصرفات ولا يراعي فيها مشاعر وأحاسيس الطرف الثاني حياة على شفى حفرة وفي مهب الريح بالطبع لن تستمر إلاّ بمعجزة.
فالاحترام بين الزوجين بمثابة قلب الحياة الزوجية وجوهرها، وهو حجر الأساس الذي يحمي ويحافظ على كيان الأسرة وعدم تشتتها.
أسوأ الأسلحة المدمرة للعلاقة الزوجية الاحتقار والازدراء واللوم المستمر، مع الادعاء أن هذا يتم من أجل مصلحة شريك الحياة وبغرض تغييره للأفضل.
وكذلك عندما يتجاهل شريك احتياجات شريكه، ولا يمنحه التقدير الذي يستحقه، ويصبح غير متاح عاطفيا، حينها لا بد من تدخل الإرشاد الأسري لإنقاذ العلاقة قبل وصولها إلى طريق مسدود.
توجيه الزوجين والأبناء إلى طرق التعامل الصحيحة والإيجابية فيما بينهم واجب ومن المفترض تفعيله، وتصحيح المشاعر والأحاسيس وبناء الثقة بالنفس والآخرين من أولويات الحياة الصحيحة المستقرة حينها لا سلبية تؤثر وتهدم وتدمر البناء الأسري المستقر ولا تفكك أسري، ولا احباط ولا انطواء ولا خلافات زوجية وغيرها من المشاكل الأسرية -بإذن الله تعالى -.
أعود للإرشاد الأسري، هناك العديد من التعريفات التي تناولت الإرشاد الأسري أهمها الإرشاد النفسي الأسري والذي يتخذ الأسرة نقطه انطلاق ومحور ارتكاز أساسي، ولا يتم الاعتماد على الفرد المريض الذي هو بحاجة لإرسال نفسي أسرى لكن للأسرة ككل، فكل أفراد الأسرة بحاجة لاهتمام ورعاية وتشخيص جيد.
والملفت للنظر أن الإرشاد الأسري يرتبط بأكثر من تخصص، إذ يهتم به المتخصصون في الخدمةالاجتماعية والطب النفسي وعلم النفس، ولعل هذا ما أسهم في تسريع حركة تطوره كشكل من أشكال التوجيه والإرشاد.
ومن أهدافه.. تعليم أصول التنشئة الاجتماعية، وحل وعلاج المشكلات والاضطرابات النفسية وتحقيق التوافق النفسي في الأسرة، ومساعدة أعضاء الأسرة في تحديد السلوك الجديد الذي يرونه مناسبًا للتخلص من مشاكلهم.
آمل زيادة وعي المجتمع بدور الإرشاد الأسري الإيجابي لخلق جو أسري مشبع بالحب والحنان والإخلاص.
Aneesa_makki@hotmail.com