الخروج من المنزل والالتقاء بالأصدقاء أو حتى بأفراد العائلة في الأماكن الجميلة في مناطقنا أصبح أمرا ضروريا في هذا الوقت، وهو يكسر حالة الجمود أو الملل التي بدأ الكثير يعاني منها، خاصة مع ظاهرة الانغماس في الجوال التي أصابت جميع أفراد العائلة، مما دفع البعض للبحث عن الأماكن الجميلة في منطقته أو حتى شد الرحال لها في المدن المجاورة له.
والهدف هو البحث عن أماكن تشبع حاجتنا للتغيير، وتحقق تطلعاتنا للحصول على خدمات مميزة، وأستطاع الكثير من رواد الأعمال تلمس حاجتنا لهذه الأماكن، فكثرت المقاهي والاستراحات ومدن الألعاب التي تفنن مستثمروها في تحسين ديكوراتها الداخلية والخارجية لاستقطاب أكبر عدد من الزبائن، والكثير منهم وٓطّن عددا من الأسماء التجارية العالمية في مجال الضيافة والمشروبات، ونقل تجربتها للمملكة، وتُظهر تجربة رواد الأعمال في المملكة العربية السعودية كيف يمكن للابتكار والتصميم الجيد أن يلبي احتياجات المجتمع، مع ازدياد الطلب على أماكن الترفيه والاسترخاء.
كما أن استقطاب الأسماء التجارية العالمية في مجال الضيافة والترفيه قد أسهم في إثراء تجربة المستهلكين، وتم نقل تجارب فريدة ومميزة إلى السوق المحلي. هذا التوجه ليس فقط لتعزيز الثقافة الاستهلاكية، بل أيضًا لتقديم بيئات اجتماعية مريحة وممتعة، فأصبح تقديم الخدمة فنا يتنافس فيه الكثير من أصحاب الخدمات لجذب زبائنهم وكسب ولائهم، ويسعى كل منهم لتقديم تجارب مميزة لجذب العملاء وكسب ولائهم، ومع ذلك، فإن النجاح في هذا المجال يتطلب أكثر من مجرد ديكورا جميلا ومبنى فخم أو قائمة طعام متنوعة، فعلى الرغم من وجود العديد من الأماكن، إلا أن القليل منها من يحقق النجاح الدائم، ويرجع ذلك إلى القدرة على الابتكار والاستجابة لاحتياجات السوق.
وأصبحت الحاجة لدورات إلزامية لتحسين الخدمات مطلبا مهما لاستمرار واستدامة هذه الأنشطة التجارية والمحافظة على رونقها، وفي تجربة لأحد المقاهي الجميلة التي تعتبر متنفسا لأهالي إحدى محافظاتنا، لما يتميز به المبنى من جماليات تراثية، ومطلات جميلة وحديقة واسعة وإقبال من الزائرين لافت للانتباه، لكن تصدمك حقيقة سوء الخدمة المقدمة وقصورها، فحال مقدمو الخدمة لا يعكس للأسف جمال المكان وروعته، ولعلهم اعتمدوا على جمال الموقع وكبر حجمه، وقبل ذلك قلة الٱماكن الترفيهية في هذه المنطقة، الذي يدفع زبائنه للصبر على سوء خدماته مقابل جمال المكان.
لكن دوام الحال من المحال، فسيظهر في هذه المناطق من يهتم بتجربة عملائه ويقطف الثمرة من فم هذا المستثمر، أو على الأقل يشاركه في ثمارها، مما يدفع الزبائن للتحول لمن يهتم بهم ويراعي متطلباتهم، وتحسين تجربة العميل في المرافق الخدمية مطلب مهم، فكيف اذا كانت هذه الخدمات تقوم على أساس ربحي، الذي يتطلب دقة العناية بها والعمل على تحسينها المستمر لاستدامة خدماتها.
@dhfeeri