عبدالرحمن المرشد


أحد مشاهير المعلنين في مجال السيارات، شاهدت له إعلاناً عن بيع سيارة معينة جديدة بسعر مغري، فتواصلت مع صاحب الإعلان عن طريق الرقم الذي وضعه المعلن لأتأكد من صحة الرقم المذكور للسيارة، فقال: نعم صحيح، قلت: أين موقعكم؟، فقال: المعرض موجود في..، وذكر لي اسم إحدى مدن المملكة، وأعطاني إسمه وطلب مني تحويل المبلغ ليتم شحن السيارة وتخليص بقية إجراءاتها، وبحكم أن السعر مغري جداً شككت في الأمر، وتذكرت أحد الأصدقاء في تلك المدينة وطلبت منه البحث عن ذلك المعرض، فأخبرني بعد مدة أنه لا يوجد معرض بهذا الإسم وأن المسألة ربما تكون احتيال، هنا توقفت وتساءلت لو حصل تحويل للمبلغ أو جزء منه كعربون كيف يتم استرداده؟ وهل المعلن مسئول عن هذا الأمر.
مشكلة بعض مشاهير التواصل أنهم ما زالوا لم يستوعبوا التطور والتنظيم الحاصل في موضوع الإعلانات وما يتبع ذلك من مسئولية جسيمة تلاحقهم في حال كانت الإعلانات مضللة وليست طبق الواقع، وما زال الكثير منهم بدافع البحث عن المال يعلن لكل من هب ودب دون تأكد وتروي مما يوقعهم في مشاكل قانونية ومالية أضعاف المبلغ الذي تحصلوا عليه من ذلك الإعلان المضلل، جميع أنواع الإعلانات يجب أن تكون صحيحة وإلا سيتحملها المعلن، لا يوجد حالياً من يحميه بدافع الجهل وأنه لم يكن يعلم أو غيرها من مبررات.
في المقابل أتمنى من يجد أو يقع في إعلان غير صحيح أن يتجه للجهات المعنية ويرفع دعوى على المعلن قبل صاحب الإعلان ليرتدع، فأنتم تحمون الجميع بهذا العمل وتساهمون في نظافة هذا السوق الإعلاني الذي يحتاج لضرب بيد من حديد على مشاهير التواصل، أتذكر عندما كانت الصحف الورقية والتلفزيون هما المسيطران على ذلك العمل، كانت الإعلانات لا تخرج إلا بعد تأكد وتمحيص.
الجهة المعنية عن إصدار تراخيص الإعلان للمشاهير أتمنى سحب الرخصة نهائياً ممن يثبت ترويجه لإعلان غير واقعي وينطوي على شبهة احتيال على المستهلك.. وهل جميع الإعلانات التي يقوم بها مشاهير التواصل صحيحة، أشك في ذلك، وأتمنى لمن يقع ضحية إعلان مضلل أن يرفع دعوى ليحمينا جميعاً.