كتبت، وكتب غيري، عن نوع من مسؤولي مقابلات التوظيف وأطوارهم.
في جميع أنحاء العالم، ومنها بلادنا ومنطقتنا، يعاني المتقدمون للتوظيف من منفذي المقابلات المتغطرسين المرضى الذين يستغلون مناصبهم وحاجة المتقدمين للوظائف، بلا أخلاق ولا رادع من ضمير أو مروءة.
ويوقد غرور المتغطرس أنه يعلم أن مصير المتقدمين بيديه ويرجون تفضله في دعم آمالهم، فيمارس تسلطاً بشعاً لإشباع نفسيته المريضة، وعقد النقص، فتجده يتعمد السخرية من المتقدمين واهانتهم، واحياناً يقدم على تصرفات خرقاء وألفاظ نابية. وهو يعلم أن المتقدمين في موقف ضعف ونادراً ما يردون على تصرفاته والفاظه.
وكي لا نعمم، فلا بد من أن أحيي الاغلبية الرائعة من مسئولي التوظيف الذين يتمتعون بكفاءة عالية واحترام لأنفسهم ومهنهم ومهماتهم ويقدرون حال الباحث عن العمل وظروفه وآماله وتطلعاته.
صحيح النوع المتسلط السام الخبيث، ليس أغلبية، لكنه مؤثر وشديد الخطورة على أبنائنا وعلى الشركات نفسها.
وعلى الأرجح لا أحد يستطيع إدانة المتسلط، ولا كشف حقيقة سلوكه، فإذا ما جرت مساءلته، يغلف خبثه وعقده، بأنه يختبر قدرة المتقدم للوظيفة على تحمل الاستفزاز، وهذا، طبعاً، عذر «قانوني» قبيح لئيم.
وفي الحقيقة فإن هذا النوع يعشش في شركات الدنيا، ويتسبب بالمرارات وبالدموع في كل جغرافيا في العالم، ولا يكشف إلا بعد أن يكثر عدد ضحاياه وتكثر الشكاوى من ممارساته.
وهذا النوع خطير على الشركات نفسها، فهو أناني لا يأبه إلا لاشباع نفسية متعجرفة، ولا يتمتع بأي ولاء للشركة، مهما تظاهر بالإخلاص، بل تتحكم به نوازعه الشخصية. وقرارته نزوات متقلبة، ولن يحسن الاختيار أبداً. والأرجح يعمد إلى التوصية باختيار موظفين ضعاف مستعدين للاستعباد والصمت والطاعة العمياء.
وعلى إدارات الشركات أن تولي عناية فائقة لاختيار مسئولي التوظيف، فهذه المهمة لا يحسن النجاح فيها إلا مهنيون محترفون أمناء يتمتعون بحكمة وبأخلاق عالية، وقادرون على كبح جوامح النفس الأمارة بالسوء ونزعاتها، ويترفعون عن استغلال مهماتهم لإشباع الغرور الشخصي. ويمكنهم إجراء مقابلات مهنية واختيارات صحيحة.
*وتر
يتوثب الرمل وحصى السهد..
وعيناه ترنوا لظلال غيمة تنأى،
إذ تودع خصل شمس نهار الفيافي..
يتهيأ للحداء وعيس مصدرات من غدير جم..
@malanzi3