ماجد السحيمي


بعض الناس يظن أن الله سبحانه إصطفاه وصياً على خلقه، بغض النظر عن نواياه والتي سأفترض في هذا المقال أنها من النوع الطيب المحب لغيره، وعلى الله نتوكل، فحين يقوم بشيء ما ويعجبه ويرتاح معه كفعل معين أو قرار معين او ماشابه، فإنه يحاول جاهدا وبشتى الطرق أن يقنعك أنه أفضل شيء عملته البشرية التي يجب أن تلحق بركبها وإلا أصبحت من العصور الوسطى والحجرية، بل ويصل إلى حد الإلحاح والإجبار بأن تفعل مثله مرة ومرتين وكل ما رآك أو قابلك، سأذكر بعض الأمثلة والتي ستكتشفون أنها واقعية بل وفي صميم حياتنا، صديق لك يخوض تجربة في التجارة ثم يوفقه الله وتتيسر أموره، ويكبر دخله ويزيد إلى درجة أن يستغني عن وظيفته ويستقيل منها إلى هنا الأمور تمام، حلوين ؟
ثم بعدها يبدأ صاحبنا بالفكر التنويري التجاري بحكم أنه صاحب خبرة وتجربة عريضة لا يشار لها بالبنان، فيبدأ بإقناعك أن الوظيفة لمعدومي الطموح وللكسالى ولأعداء النجاح والشغف، يله أترك وظيفتك السوق فيه خير السوق يبي النشيط ما يبي النايم الكسول، صديق آخر حصل على عرض ذهبي للتقاعد المبكر فربط أحزمته وترك وظيفته، ثم بدأ بالفكر التنويري التقاعدي وش تبون بالوظيفة، التقاعد راحة وحرية وعدم إرتباط وبدون أوامر وبدون تقييد للوقت تخرج على كيفك وتنام على كيفك وتسافر متى ما بغيت، وهكذا في كل هواية أو تجربة لأحد يحاول ٌاقناع الآخرين بها ويفترض أنه يقوم بالشيء الصحيح وهذا لا خلاف فيه، أما الخلاف أنه يعتقد أن من لا يقومون به هم مخطئون.
صديقنا وعزيزنا، الحياة ليست قال واحد ولا نمط واحد ولا نظام واحد، لكل منا طريقة حياة مختلفة لكل منا بصمته التي لا تشبه بصمتك، خلق الله خلق مختلفين في تفكيرهم واهتماماتهم ومهاراتهم وقدراتهم، كل منهم قد ينجح في مجال ويفشل في آخر والعكس صحيح هناك من ينجح بالتجارة، وهناك من ينجح بالوظيفة وهناك من يفرح بالتقاعد، وهناك عكس كل هؤلاء، لكل قرار بيئة تناسبه وظروف مواتية قد تدعم قرارك أو تقف ضده، ولذلك، قد يكون قرارك صحيحا وقرار زميلك المختلف عنك وعن قرارك أيضا صحيح، فدع الناس ترى الحياة بعينها لا بعينك.
@Majid_alsuhaimi