صالح الشمراني

· قبل أن نغضب الهلاليين أو نرضيهم بقول الحقيقة، دون مواراةٍ ومداراة، دعونا نبحث أولاً عن المسؤول عن اخفاق منتخبنا، فنتفق عليه، ونتجه بنقدنا إليه، هل هو المسحل مباشرةً، أم مانشيني ولاعبيه، أم الأندية وماهيّة تعاونها مع المنتخب، أم الإعلام وكيفية تعاطيه المنحازة والمتعصبة لتلك الأندية، أم وزارة الرياضة وصندوق الاستقطابات وانشغالهما بالدوري عن المنتخب..؟!!
· أسئلة في حنايا إجاباتها الداء والدواء، الجرح وضماده، العلّة وطبّها، الخلل والحل، لكن الأهم كيف سيتفق كل أولئك على التشخيص الأمثل، لنتدارك مايمكن تداركه قبل أن نخرج من تصفيات لم نستطع فيها تجاوز اندونيسيا، ولولا جحفلة الصينيين بكادش لكنا الآن خارج الحسابات تماماً..؟
· قد أبدي وجهة نظري عن المنتخب، وأختار من بين هذه العبارات التشخيصية، فإما أتهم المسحل بالتقصير، أو الوزارة بانشغالها بالدوري عن المنتخب، أو أنه (مانشيني) الذي أصبح (ماش منه)، ويجب أن يرحل ويمشي، أم لاعبين همهم الأول المال، وإخلاصهم لأنديتهم أكثر، أو أن مواهبنا الكروية قد جفّت، أو تم تجفيفها؟؟
· ومن يعرف قلمي، يعلم أنني لا أخشى أن أدلو بدلوي، بمنتهى الشجاعة والحياد والأدب، دون اسقاطاتٍ، أو محاباةٍ لأحدٍ على حساب أحد..
لكن أسألكم بالله، كم من أقلام كتبت، وبرامج ظهرت، وسيوف سلّت، ورماح رمت باتجاه المنتخب بكل من فيه، فهل تشخيصها كان واحداً، أو متقارباً، أو كان خالياً من التعصب وتصفية الحسابات..؟
لا وحاشا وكلاّ، بل الأكثر (هبد) حسب مصلحته الشخصية، أو ميوله، دون مراعاة العبارة الشهيرة أن (المنتخب أولاً..).
· لكنني متأكد، أن هناك قلّة عتبها على الأخضر كان عتب المحب، وحينما مسكت المنبر لم تشطح لهواها، إنما قالت الحقيقة مجردة، بنوايا من يريد أن يعود منتخبنا لعقوده الفائتات، التي أحكم فيها قبضته على أكبر القارات، لكن هل (المسؤول) عن عودة المكان والمكانة، والهيبة والمهابة، يقرأ لهؤلاء في صباحات (الجرائد)، ويفتش عنهم في استديوهات برامج المساء؟ أم أن الحابل اختلط بالنابل، وابتلانا الله بزحمة إعلام يكرهون البطولات والأرقام، وفن الكرة، وجنون المدرجات، ليقتاتوا على إثارة التعصب، ومهارة التأجيج المقيتة، لكسب الدرهم والدينار، والريال والدولار، من خلال البرامج أو حتى منصات التواصل؟ وإلا بالله، فكيف لمسؤول أو مشجع بسيط أن يستمع أو يعي أو يهتم ويكترث لرؤية إعلامي يتهم منتخب بلاده أنه منتخب النادي الفلاني ؟؟!!
· قسماً بمن أحل القسم، بأن مايحدث من تعاطٍ إعلامي مع (منتخبنا المريض)، أنه تعدا حدود العيب، وبات شيء يفشلنا أمام (الإعلام المحيط) بنا، الذي يوحده منتخبه، وينسيه أنديته، بل ونحن نتابع إعلامهم الذي علمنا الإثارة بأيام دورات الخليج، كنا ننسى أن لديهم أندية مثلنا، ينتموا إليها ويشجعوها، ويتقاتلوا (حرفاً) عليها، لذا كانوا ينتقدوا منتخباتهم بقوة، وينصت لهم الجميع باحترام، ويستجيب لهم المسؤول بثقة في طرحهم، فتطوروا جميعاً، ونحن ثبتنا بنفس المكان، إن لم نكن عدنا للوراء.
توقيعي /
مؤلم أن تتهمني بالراحة، في عز شعوري بتعبك.
صالح الشمراني ـ @shumrany