عبدالله العزمان


يعد توماس مجلي، أحد أبرز المخترعين في القرن العشرين، فقد أسهمت اختراعاته الكثيرة في تطوير الصناعة، ولعل من أبرزها، وقود السيارات المطعم بالرصاص، الذي أحدث ثورة عظيمة في تلك الصناعة، حيث كانت المحركات في ذلك الوقت، تعاني حدوث صوت فرقعةٍ، عندما تحترق شرارة الوقود في المحرك، وقد كانت تلك الفرقعة تتسبب أحياناً في إتلاف المحرك كُلََّه، وتحد من انتشاره، لعدم شعور مستخدميها بالأمان والارتياح، والغريب أنه بالرغم من النجاح الباهر الذي حققه هذا الاختراع، و على الجانب الآخر، تسبب في أن يعاني ٩٠٪ من الأطفال في الولايات المتحدة من زيادة في نسبة تركيز الرصاص في اجسامهم، التي ينبغي ألّا تتجاوز ٥٪، حتى تم حظر استخدام الرصاص في الوقود عام ١٩٨٦.
أما اختراعه الثاني الفريون، وهي مادة، كان لها أثراً كبيراً في تطور صناعة أجهزة التبريد والتكييف، وبعد قرابة الخمسين عاماً على وفاته، اكتشف أن لهذه المادة ضرراً بالغا لا يمكن إصلاحه على طبقة الأوزون، التي تحمي كوكبنا من الإشعاعات الكونية المريعة، مما تسبب في تضاعف عدد الإصابات بسرطان الجلد، ولولا حظر استخدامه في الثمانيات لتأكلت تلك الطبقة بالكلية.
لقد حولت تلك الاختراعات، توماس مجلي من مخترع عظيم، إلى واحد من أكثر الشخصيات المدمرة على مر التاريخ، بالرغم من أنه كان ينوى تطوير العالم عبر الاكتشافات العلمية، ولنعلم أن العلم سلاح ذو حدين، إذا لم تضبطه الشريعة والأخلاق، صار سلاحا خطرا في تدمير البشرية.
قال أمير الشعراء؛
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
صلاح أمرك للأخلاق مرجعه
فقوم النفس بالأخلاق تستقم
إذا أصيب القوم في أخلاقهم
فأقم عليهم مأتما وعويلا
@azmani21