في ظل التطور الرقمي وإنشاء تطبيقات ومنظومات اقتصاد المعرفة والتوسع في الذكاء الاصطناعي، من المهم أن يواكب ذلك تأسيس مسارات علمية تدعم وتعزز الابتكار وتشجع أبناء المملكة على الانطلاق في فضاء مفتوح يمكن أن يسهم كثيرا في بناء قاعدة معرفية قوية وواسعة، والكرة في ملعب مؤسسات التعليم العالي لقيادة هذا النهج الاقتصادي الحديث الذي يعتمد على توفير بيئات حاضنة للابتكار والمبتكرين وتحفيزهم لتقديم أفضل ما لديهم.
ومن واقع التخصص فقد خطت جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية «كاوست» خطوة مهمة في مجال الابتكار من خلال إطلاقها لبرنامج الماجستير في الابتكار التقني وريادة الأعمال هو الأول من نوعه في المنطقة، وتأتي أهميته من تعزيز القدرات المعرفية والتقنية والانطلاق بمنظومة الابتكار إلى آفاق جديدة وتحويل الابتكارات البحثية إلى منتجات وخدمات قابلة للتسويق.
من المهم تحويل الابتكارات إلى واقع لأنه ليس من جدوى في بحث لا يخدم النمو والتطور لذلك فإن مثل هذه الخطوة البحثية تعني إنتاج مزيد من مشاريع الابتكار وتوفير مسارات حاضنة تجد بها طريقا إلى الواقع الإنتاجي والخدمي، وبحسب مرئيات برنامج الجامعة فإنه يجمع بين التطوير التقني العميق وتدريب ريادة الأعمال، وإلى جانب ذلك يحصل الباحثون على خبرات في مجالات تقنية متعددة منها: التفكير التصميمي، تصميم المنتجات، النماذج الأولية السريعة، الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، بجانب ريادة الأعمال مثل تطوير أفكار مبتكرة، دراسة جدوى السوق، التحقق من صحة المنتجات، وإعداد خطط العمل.
دون الاستفادة من الابتكارات والمشاريع التقنية فلن يحدث تطوير لافت يواكب الثورة الرقمية، وبوجود طموحات كبيرة لدينا وبنيات تحتية وقدرات بشرية وعزيمة فإن الانطلاق في مثل هذه المسارات العلمية يعزز تجربتنا الاقتصادية والمعرفية ويمنحنا الريادة التي نتطلع إليها لأن مثل هذه البرامج العلمية يتبعها تطبيقات تجريبية للباحثين من خلال تعرفهم على التجارب الدولية في تحويل الأفكار إلى منتجات ملموسة من خلال التعاون مع شركات تقنية رائدة وحاضنات ورواد أعمال.
وينعكس كل ذلك على الواقع الصناعي خاصة بما فيه من إنتاج، والقطاعات الاقتصادية الأخرى التي تستفيد ولا شك بصورة كبيرة من أي أساس تقني ومعرفي يوفر لأبناء الوطن بيئات علمية محفزة تساعدهم في اكتشاف مواهبهم والانطلاق بقدراتهم بما يخدم النمو الوطني وتحقيق طموحاتنا.