اليوم: نورهان محمود

يحمل اجتماع لجنة السوق المفتوحة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المنعقد اليوم قدرًا كبيرًا من الغموض فبينما حسمت الأسواق قرارها الجماعي بأن الفيدرالي سوف يخفض أسعار الفائدة لايزال هناك نقاش حاد حول المدى الذي قد يذهب إليه صناع السياسات فيما يخص أسعار الفائدة، وفق ما ذكرت شبكة سي إن بي سي الأمريكية.
جدل حول مقدار خفض الفائدة
يثار الجدل حول مقدار تحرك الفائدة فهل سيكون الخفض بربع نقطة مئوية أو 25 نقطة أساس أم أن الفيدرالي سوف يتخذ خطوة أكبر بخفض بمقدار 50 نقطة مئوية أو نصف نقطة؟ ولا يزال المحلليين غير متأكدين حول مقدار الخفض.
اقرأ أيضاً:
توقعات بتراجع طفيف في سعر الذهب حال انخفاض الفائدة 25 نقطة أساس
ومن المقرر أن يختتم الفيدرالي اجتماعه بعد ظهر الأربعاء بالتوقيت الشرقي بصدور قرار بشأن أسعار الفائدة.
50 نقطة أساس أفضل للسوق
حول ذلك قال مارك زاندي كبير خبراء الاقتصاد في "موديز أناليتيكس":"آمل أن يخفضوا أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس ولكنني أتوقع أن يخفضوها بـ25 نقطة أساس وأرى أنه من الأفضل أن يكون الخفض بمقدار 50 نقطة أساس لأنني أعتقد أن أسعار الفائدة مرتفعة جدًا".
وأضاف:"لقد حققوا هدفهم المتمثل في التشغيل الكامل للعمالة والتضخم وهذا لا يتفق مع هدف سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية عند 5.5% لذا أعتقد أنهم بحاجة إلى تطبيع أسعار الفائدة بسرعة وأن يكون لديهم مجال للقيام بذلك".
تغير توقعات أسعار الفائدة

حتى أواخر الأسبوع الماضي كان المراقبون يتوقعون خفضًا بمقدار 25 نقطة أساس ثم يوم الجمعة تغير ذلك إلى توقع بنصف نقطة.
اقرأ أيضاً:
الفيدرالي يحتل بؤرة الاهتمام اليوم وترقب لموجة تيسير نقدي عالمية
وقال توم سيمونز الخبير الاقتصادي الأمريكي في "جيفريز":"إن تجربة تشديد السياسة النقدية على الرغم من أنها بدت ناجحة إلا أنها لم تنجح بالضبط كما تصوروا لذا ينبغي النظر إلى تخفيف السياسة النقدية بقدر مماثل من عدم اليقين".
إنهاء دورة التشديد النقدي
أبقت اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة على سعر الفائدة القياسي على الأموال الفيدرالية في نطاق بين 5.25% و5.5% منذ رفعته الأخيرة في يوليو 2023 ما يجعل الفائدة في أعلى مستوى لها خلال 23 عاما وذلك برغم انخفاض مستوى التضخم من 3.3% إلى 2.5% وارتفاع معدل البطالة من 3.5% إلى 4.2% خلال تلك الفترة.
خفض مؤكد للفائدة الأمريكية
في الأسابيع الأخيرة، لم يترك رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول وصناع السياسات مجالا للشك في أن هذا الاجتماع سوف يشهد خفضا للفائدة وذلك في ضوء حسابات التضخم وتباطؤ سوق العمل بشكل كبير في الأشهر القليلة الماضية.
وفي تعليق لها قالت سيما شاه كبيرة الاستراتيجيين العالميين في "برينسيبال أسست مانجمنت":"بالنسبة للاحتياطي الفيدرالي يتلخص الأمر في تحديد أيهما يشكل خطراً أكبر إعادة إشعال ضغوط التضخم إذا تم خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس أو التهديد بالركود إذا تم خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس فقط ولذا فمن المرجح أن يحرص الاحتياطي الفيدرالي على اتخاذ قرار يواجه خطر الركود”.
مخطط للسنوات المقبلة
بعد الاجتماع سيتم طرح مخطط لتحركات الفيدرالي ورؤيته للسنوات المقبلة وسوف يقدم مخطط سبتمبر أول توقعات لعام 2027.
ويرى مراقبون أن هناك إمكانية في القيام بخمسة تخفيضات أو 1.25 نقطة مئوية بافتراض حدوث تحركات بمقدار 25 نقطة أساس مع بقاء ثلاثة اجتماعات فقط.
وبشكل عام، يرى المتداولون أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يخفض أسعار الفائدة في العام المقبل وذلك من خلال خفض 2.5 نقطة مئوية من سعر الاقتراض الحالي لليلة واحدة.
وتتوقع وكالة "موديز" حدوث ثلاث عمليات تخفيض بربع نقطة لكل منها خلال هذا العام بما في ذلك اجتماع الأربعاء.
آفاق الاقتصاد الأمريكي
ومن المرجح أن يأتي أكبر تعديل لسياسة التوظيف في القطاع الخاص في ما يتصل بالبطالة والتي من المؤكد أن اللجنة سترفع توقعاتها من 4.0% التي توقعتها مسبقًا في يونيو إلى معدل بطالة بـ4.2%.
من المرجح أن يتم تعديل التضخم من 2.8% للعام بأكمله إلى الانخفاض 2.6% في يوليو.