اليوم - الدمام

كان تعليم الفتيات في الملكة يجري في "الكتاتيب"، ثم المدارس المنزلية، قبل أن تقرر الدولة في عام 1959 إنشاء "الرئاسة العامة لتعليم البنات" بمرسوم ملكي أصدره الملك سعود، لتكون هناك جهة رسمية تتولى التخطيط والإشراف وإدارة تعليم البنات.

مدرسة الابتدائية الأولى للبنات في الدمام التي افتُتحت عام 1960، هي أول مدرسة بنات حكومية جاءت بعد القرار، وفي العام نفسه توالت المدارس في عدد من مناطق المملكة.

أسبقية التعليم الأهلي

وسبق التعليم الأهلي للبنات في المملكة، التعليم الحكومي بنحو 5 أعوام، عندما أنشأت الأميرة عفت الثنيان مدرسة "دار الحنان" في جدة عام 1955، واستطاعت أن تستقطب الأهالي وإقناعهم بأهمية تدريس البنات.

وقدمت دار الحنان تعليمًا متطورًا في وقتها، نظرًا إلى استقطاب الأميرة عفت صاحبة الدور الريادي لمعلمات مؤهلات من الدول العربية.

وذكرت بعض التقارير التاريخية إن مدرسة "النجاح الأهلية" في جدة سبقت "دار الحنان" بعام واحد.

مبرّة كريمات الملك سعود

وفي الرياض كانت هناك مبرّة كريمات الملك سعود التي تحول اسمها إلى "معهد الكريمات"، ثم "معهد الرياض النموذجي للفتيات"، ونواة تأسيسه كانت بفصل دراسي افتتح عام 1951 يضم 12 طالبة، تقوم على تدريسهن معلمتان من مصر.

مدرسة الزهراء الأهلية في مكة المكرمة - اليوم

جامعة الملك سعود


وأتاحت "جامعة الملك سعود" التي أُنشئت عام 1957 أول فرصة للفتاة السعودية للالتحاق بالتعليم العالي داخل المملكة، إذ سمحت للفتاة عام 1961 بالانتساب إلى الجامعة من خلال كلية الآداب والعلوم الإدارية، وتوالت بعد ذلك الجامعات في فتح المجال للراغبات من البنات في مواصلة تعليمهن بنظام الانتساب.
وفي عام 1970 ـ 1971 أنشأت "الرئاسة العامة لتعليم البنات" أول كلية خاصة بالبنات، وهي كلية التربية بالرياض وصولًا إلى افتتاح العديد من أقسام الطالبات في جامعات البنين التابعة لوزارة التعليم.

إنشاء الكتاتيب

"الكتاتيب" هو الاسم التقليدي لمدرسة تعليم القراءة والكتابة، وتُعد من المؤسسات التعليمية المهمة التي أوجدتها المجتمعات الإسلامية لتعليم الصغار وتربيتهم التربية الإسلامية الجيدة،
لم ينقطع تفكير الملك عبدالعزيز بعد توحيد البلاد في تعزيز مكانة المرأة في المجتمع أسوة بالرجل، وفق القيم والمبادئ الشرعية، رغم انشغاله – رحمه الله - ببناء الدولة وتأسيس أنظمتها الداخلية والخارجية، فدعم إنشاء أكثر من 180 دارًا للكتاتيب، إضافة إلى الدور التي كانت موجودة قبل عهده، والتي انضم إليها عديد من النساء لتعلم علوم الدين الشرعية والحياتية.

الاهتمام بالعلم الشرعي

كما اهتمت الأميرات في عهد الملك عبدالعزيز، بالعلم الشرعي، وعملن على نشره من خلال جعل ما يقتنين من مخطوطات وكتب فقهية تاريخية "وقفًا خيريًا على طلبة العلم".

كما فعّلت حرَم الملك المؤسس الأميرة حصة بنت أحمد السديري التي جعلت مخطوطة "الفروع في الفقه" للشيخ الحنبلي شمس الدين محمد بن مفلح المتوفى سنة 763هـ، وقفًا على طلبة العلم ليستفيدوا منها دون أن تُباع لهم.

وكانت الكتاتيب بادرة خير على المرأة السعودية في ذلك العصر، إذ تعلمت الكبيرات والصغيرات فيها المزيد من المعارف الشرعية والدنيوية التي تواءمت في مضامينها مع مستوى أعمارهن.

فالكتاتيب في عهد الملك عبدالعزيز اهتمت في منظومتها بتعليم النساء الكبيرات اللاتي كن منشغلات عن التعليم بأمور بيوتهن، وتحمل صعوبات الحياة مع الرجل، فدرسن القرآن الكريم، وحفظن سوره القصار، إلى جانب التفقّه بأحاديث السنة النبوية الشريفة.

الكتاتيب من المؤسسات التعليمية المهمة في تاريخ المملكة - اليوم



المدارس شبه النظامية

كذلك اهتمت الكتاتيب بتعليم الفتاة، لتسهم بتعليمها في صياغة مستقبل الأمة بوصفها المربية للنشء، فتعلمت الفتيات علوم القرآن الكريم، والسنة النبوية، ومبادئ القراءة والكتابة، ليتطور الحال بعدها على مر السنين إلى أن التحقن بالمدارس شبه النظامية التي كانت منتشرة في المملكة في ذلك العهد.

وكان تأثير الملك عبدالعزيز في تطور تعليم المرأة السعودية واضحًا في عهده، فقد أوضحت إحدى الوثائق التاريخية أنه ساند مشروعًا تنمويًا رُفع إلى مجلس الشورى، يتعلق بإصلاح كتاتيب المرأة في منطقة الحجاز، والاستزادة منها ومعاونتها قدر الإمكان.