لقي 23 شخصًا على الأقل حتفهم حتى الآن، جراء كارثة الفيضانات في أوروبا، في الوقت الذي وصل فيه منسوب مياه نهر أودر في مدينة فروتسواف البولندية إلى ذروته، وبدأت النمسا التخطيط لعملية إعادة إعمار تستمر سنوات.
وأعلنت هيئة الأرصاد الجوية البولندية يوم الخميس، أن منسوب المياه في نهر أودر الذي يتدفق عبر مدينة فروتسواف، رابع أكبر مدينة في بولندا، بلغ ذروته خلال الليل، ومن المتوقع أن يظل مرتفعًا لبعض الوقت.
وبلغ منسوب المياه في محطة قياس تريستنو الكائنة خارج المدينة 31ر6 متر، وعادة ما يكون منسوب المياه أعلى قليلًا من 3 أمتار.
وما زالت مياه روافد نهر أودر المتدفقة تمثل مصدر قلق رئيسي، وقال خبراء الأرصاد الجوية إن مياه نهر أودر وروافده يمكن أن تظل مرتفعة حتى يوم الاثنين المقبل.
مساعدات ألمانية
وقالت وزارة الدفاع الألمانية في برلين إن ألمانيا عرضت إرسال جنود ألمان للمساعدة في مناطق الفيضانات، لكن لم يتفقوا على التفاصيل.
وفي وقت سابق، قال رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، بعد اجتماع لإدارة الأزمة في فروتسواف، إن ألمانيا مستعدة لإرسال جنود لتوفير الدعم، وأضاف: "إذا رأيتم جنودًا ألمان، من فضلكم لا تشعروا بالذعر، هذه مساعدة، فقط حتى لا تكون هناك شكوك". وكان توسك يشير إلى المشاعر المعادية لألمانيا التي ما زالت منتشرة على نطاق واسع بين شرائح من السكان البولنديين، بعد 85 عامًا من غزو ألمانيا النازية لبولندا في الأول من سبتمبر عام 1939، وهو ما فجر الحرب العالمية الثانية".
قتلى ومفقودون
وأكد وزير الداخلية التشيكي فيت راكوشان يوم الخميس، مقتل شخص خامس جراء الفيضانات، وما زال 8 أشخاص آخرين على الأقل في عداد المفقودين، منهم ركاب سيارة جرفتها مياه نهر هائج.
وفي جمهورية التشيك، كانت المنطقة الأكثر تضررًا هي المنطقة الشرقية بالقرب من الحدود البولندية، وزار الرئيس التشيكي بيتر بافيل المناطق المتضررة من الفيضانات، ومنها مدينة يسينيك السياحية المتضررة بشدة في سلسلة جبال يسينيك.
ووفقًا لتقديرات بافيل، من المقرر أن يستغرق إصلاح الأضرار سنوات، ففي يسينيك، غمرت المياه مركز المدينة في بعض الأحيان بارتفاع عدة أمتار، ما أدى إلى انهيار العديد من المباني أو تعرضها للهدم جراء عدم الاستقرار الهيكلي.
أضرار جسيمة
وقالت حاكمة ولاية النمسا السفلى يوهانا ميكل لايتنر يوم الخميس، إن الأضرار التي سببتها الفيضانات الأخيرة في النمسا سوف تستغرق سنوات لإصلاحها.
وأوضحت أن إعادة الإعمار "لن تستغرق أيامًا أو أسابيع أو شهورًا، بل سنوات"، مضيفة أن من الضروري الحفاظ على "التضامن الوطني".