وطنٌ عظيمٌ، مختلفٌ في كل شيء، وطنٌ لا يشبهه الأوطان ، عظمته ليس في المساحة أو الكثافة السكانية او الثروات ، ولا حتى في كثرة جباله ووديانه والانهار والسواحل ، بل عظمته تتجلى في تفاصيله الخفية وفي جوهره العميق ، في هذا الوطن، العقل هو سيّد الموقف، والفكر هو نبضه....
هنا في المملكة العربية السعودية لا تُقاس العظمة بالطرق التقليدية المتعارف عليها والتي يدعي الكثيرون امتلاكها ، بل تُقاس بعُمق الأفكار وصدق النوايا ، وطنٌ يبني نفسه على أسسٍ غير مرئية، أسس الحرية الحقيقية الصافية النقية التي لا تخضع للمظاهر الزائفة أو الوعود الخاوية او الحسابات الضيقة ،في السعودية العظمى الحرية ليست مجرد شعار يُرفع، بل هي طقس يومي يمارسه المواطنون في كل تفاصيل حياتهم ويمارسونها بمسؤولية وحرص.
في هذا الوطن، يكون لكل فرد دوره الأساسي في بناء المجتمع، ليس بناءً مادياً فحسب، بل بناءً معنوياً وروحياً ، الوطن العظيم لا يكتمل إلا بتلاحم أرواح ساكنيه، تلك الأرواح التي تجد في نفسها القوة لتُغيّر وتُضيف إلى نسيج الوطن بصمة خاصة وفريدة...
هنا في السعودية العظمى ، التغيير أمر ينبع من الداخل، من نفوس تعي أن العظمة تكمن في قدرة الإنسان على التحدي والتجدد.
كل زاوية في هذا الوطن تحمل في طياتها فلسفة عميقة. الشوارع ليست مجرد ممرات للعبور، بل هي مسارات للتفكر، والجسور ليست فقط لربط المدن والأحياء ، بل للوصل بين العقول المتباينة والمتكاملة ، الأشجار التي تظلل هذا الوطن هي أشجار الحكمة، والجبال التي تحيطه هي جبال الثبات على المبادئ والقيم.
أما البحر الذي يحيط بهذا الوطن، فهو بحرٌ لا يعرف الهدوء الدائم، بل هو دائم الحركة، كأفكار مواطنيه، متقدة متجددة. أمواجه تعكس تيارات الفكر وتيارات الثقافة التي تتقاطع وتتصادم لتنتج في النهاية تنوعاً رائعاً يُثرى به الوطن ، في عمق هذا البحر تكمن أسرار الحياة، أسرار تبحث عنها الأرواح المتعطشة للمعرفة، فالوطن هنا ليس مكاناً للإقامة الجسدية فقط، بل هو مسكنٌ للفكر والروح.
العلماء في هذا الوطن ليسوا مجرد باحثين في المختبرات أو قاعات الجامعات ، بل هم جنود هدفهم أن يكون الرقم الاول اخضرا دوما كما علم بلادهم ، الفنانون فيه ليسوا فقط رسامين أو موسيقيين، بل هم مبدعون ينسجون الجمال من كل شيء، من العزم والحزم والفرح، من النور والظل. فالفن هنا ليس ترفًا، بل حاجة روحية تُغذي القلوب وتدفع العقول نحو الأفق البعيد.
هذا الوطن المختلف هو وطن الانسجام بين المادة والروح، بين الفرد والمجتمع، بين العقل والعاطفة. لا يُفرط في جانب على حساب الآخر، بل يجد التوازن في كل شيء. في هذا الوطن، لا تتعارض الحقوق مع الواجبات، ولا الحرية مع المسؤولية. هنا في السعودية العظمى ، يُدرك كل فرد أن الحرية ليست مطلقة، لكنها مرتبطة دائمًا بالمسؤولية تجاه الآخر و بموروث عظيم من الثوابت الدينية والأخلاقية
في ذكرى اليوم الوطني الـ94 ، لا نحتفي بالأرض فقط، بل نحتفل بالفكرة التي جمعتنا، وبالروح التي وحدت القلوب تحت سقف واحد وخلف قيادة عظيمة مختلفة ، الوطن ليس مساحةً نعيش عليها، بل هو فكرة تعيش فينا.
حفظ الله مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسيدي الملهم ولي العهد الامين الأمير محمد بن سلمان والشعب السعودي اعظم شعوب الارض
@malarab1