اليوم: نورهان محمود

يواجه متداولو وول ستريت تحديًا في تحديد أفضل قطاعات سوق الأسهم بعد أن بدأ مجلس الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة، فيما يقول المحللون أن الدليل التقليدي للتعامل مع انخفاض أسعار الفائدة يتلخص في شراء أسهم القطاعات التي تعتبردفاعية بطبيعتها، وفق ما ذكرت شبكة بلومبيرج الأمريكية.
اعتبر المحللون أن الطلب على الأسهم في القطاعات الدفاعية لا يتأثر بالظروف الاقتصادية بشكل كبير وهو ما يجعلها أكثر قوة على تجاوز التقلبات وذلك في قطاعات مثل السلع الاستهلاكية الأساسية والرعاية الصحية وأسهم الصناعات والمرافق العامة.
وخلال تلك الفترات، تميل الشركات العاملة في الصناعات النامية مثل التكنولوجيا إلى المعاناة ولكن هذا لا يحدث الآن.
الشركات وتوسع الأرباح
خلال ذلك يستمر الاقتصاد الأمريكي في النمو ومؤشرات الأسهم تسجل أعلى مستوياتها على الإطلاق ومن المتوقع أن تستمر أرباح الشركات في التوسع رغم إقدام الاحتياطي الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية لبدء دورة التيسير النقدي. حول هذا، قال فرانك مونكام مدير المحافظ في "أنتيمو": "مع اختيار الاحتياطي الفيدرالي خفضًا كبيرًا فهذه إشارة واضحة للمستثمرين في الأسهم لتبني موقف هجومي إلى حد ما. قد تفشل اللعبة التقليدية للأسهم الدفاعية مثل شراء أسهم المرافق أو السلع الاستهلاكية الأساسية في تحقيق قدر كبير من الجاذبية".
إلى أين يتطلع محترفو الاستثمار؟
قال والتر تود رئيس شركة "جرينوود كابيتال أسوشيتس" ومديرها التنفيذي :"إن القطاع المالي يعد نقطة انطلاق جيدة للأسهم سواء بشراء أسهم بنك أوف أمريكا أو جي بي مورجان تشيس وبنوك مثل بي إن سي فاينانشال سيرفيسز جروب ".
اقرأ أيضاً:
وول ستريت.. مؤشرات البورصة الأمريكية تغلق على تباين
أضاف تود أن خفض أسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي من شأنه أن يخفض تكاليف التمويل ما سيضطر البنك إلى دفع مبالغ أقل على الودائع مقارنة بما كان عليه الحال قبل أيام وهو ما من شأنه أن يساعد في زيادة هامش الفائدة الصافي".
ويفضل ديفيد ليفكويتز رئيس قسم الأسهم وإدارة الثروات في بنك "يو بي إس" أيضاً القطاع المالي فضلاً عن جيوب داخل القطاع الصناعي المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالاقتصاد القوي.
القطاع الأفضل أداء تاريخيًا
تاريخيًا وبعد ستة أشهر من أول خفض لأسعار الفائدة في أربع دورات ماضية كان القطاع الأفضل أداءً هو قطاع المرافق حيث ارتفع بنسبة 5.2% في المتوسط وفقًا لبيانات شركة "استراتيجاس" بينما كان قطاع التكنولوجيا هو الأسوأ حيث انخفض بنسبة 6.2% بينما كانت العقارات والسلع الاستهلاكية التقديرية والخدمات المالية أيضًا من بين المجموعات التي عانت أكثر من غيرها.
الأسهم وتحركات الفائدة

ويقول محللون إن اتخاذ موقف صعودي بشكل عام عندما يخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة ويظل الاقتصاد صامداً أمر غير محسوم فمنذ عام 1970 ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 21% في المتوسط في العام الذي أعقب أول خفض في دورة التخفيف النقديـ طالما نجح الاقتصاد في تجنب الركود.
وحاليًا تتوسع الأرباح وهو ما يصب في صالح الأسهم الدورية والأسهم ذات القيمة السوقية الكبيرة كما قالت سافيتا سوبرامانيان رئيسة قسم الأسهم في بنك أوف أمريكا.
وذكرت سوبرامانيان: "لا يوجد دليل إرشادي لمجلس الاحتياطي الفيدرالي فكل دورة تخفيف تختلف عن الأخرى".
إقبال على أسهم التكنولوجيا
في الوقت الحالي، يبدو أن المستثمرين يتجهون إلى شراء أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى وغيرها من قطاعات النمو في السوق.
ووفقًا لبيانات شركة "جولدمان ساكس جروب" فقد كانت صناديق التحوط هي من المشترين الأبرز لأسهم التكنولوجيا والإعلام والاتصالات في الولايات المتحدة بأسرع وتيرة في أربعة أشهر الأسبوع الماضي.
احتمالات متفرقة في سوق الأسهم
ومع ذلك، يبدو أن أي شيء ممكن على الأقل في الوقت الحالي في ضوء المخاوف بشأن تقييمات التكنولوجيا وعدم اليقين السياسي في الولايات المتحدة وتباطؤ التوظيف.
وتوقع عدد من المحللين في وول ستريت أن يتجاوز مؤشر ستاندرد آند بورز 500 مستوى 5700 قبل نهاية عام 2024 بل إنه تجاوز ذلك بوصوله مستوى 5703 نقطةبعد ارتفاعه بنسبة 20٪ هذا العام بعد مكاسب العام الماضي التي كانت بنسبة 24٪، بل أن المؤشر قد يقترب من 6000 نقطة بحلول نهاية العام.