فيصل فهد الفريان





"حب الأوطان"، شعور فطري، وعشق لاينتهي، يسكن القلوب منذ لحظة الميلاد، يسري في دمائنا، ويغوص في وجداننا ويسكن أعماقنا، ويزداد بمرور الأيام، ليشمل "الزرع والأرض والمكان"، ويتجاوز حدود اللغة والزمان. الاحتفالات ترتبط دوما بالإنجازات العظيمة، واحتفالنا أمس، باليوم الوطني «94»، ومشاركة إخواننا وأصدقائنا غير السعوديين داخل مملكتنا وخارجها معنا فرحتنا في يومنا، يعكس مدى انفتاح السعوديين على العالم وحبهم للتواصل ومد جسور المحبة والوصل والسلام، فاحتفالنا ليس فخرا بالماضي فحسب، وإنما نظرة نحو مستقبل مشرق مليء بالإنجازات، وخوض التحديات بشغف وتفاؤل. في هذا اليوم المجيد، نحتفل بماضينا وحاضرنا ومستقبلنا في آن واحد، نستعيد خلاله سيرة رجال صنعوا هذا المجد بعرقهم وتضحياتهم، وأياد زرعت الأمل في أرض كانت وستظل دائما رمزا للحياة والكرامة، في موعد سنوي مع ذاتنا نرفع خلاله راية المجد عاليا، ونعزف نشيد الولاء، بأصوات وقلوب تنبض حبا، وأرواح تحلق عشقا فوق هذه الأرض الفتية، وتتجلى خلاله معاني الوحدة والعزيمة، واستذكار قصة كل حجر وشبر من أرضنا الطيبة في ملحمة تكاتف الآباء والأجداد لبناء وطن يضرب بجذوره في أعماق التاريخ. منصات التواصل الاجتماعي طارت فرحا خلال الـ 24 ساعة الماضية، بيومنا الوطني، ولا يمكن أن يحدث ذلك إلا بقوة حضور شعبنا العظيم «قولا وفعلا»، بكافة ميادين التواصل وعلى جميع الأصعدة، وهو ما يبرز أهمية الحضور الاجتماعي للإنسان السعودي ووضع بصمته المميزة، فكل مواطن هو سفير للوطن، فأحسنوا تمثيل مملكتنا، فنحن اليوم كشعب سعودي على قمة هرم الإنجازات -بفضل من الله - ثم بقيادة استثنائية وحكيمة وقوية، تعمل بإدارة استراتيجية نحو مستقبل آمن لأجيالنا القادمة. إنجازاتنا تتواصل وتقدمنا لا يهدأ ومسيرتنا لا تتوقف، فلا نكاد نسجل إنجازا حتى نخوض غمار منافسة جديدة بمختلف الميادين وعلى كافة الأصعدة، بدء من نجاحات مواسم الحج والعمرة "الحدث الأهم لأكثر من مليار مسلم حول العالم"، مرورا بما يحصده السعوديون "أفراداً ومؤسسات" من جوائز في المنافسات الدولية، خاصةً بقطاع التعليم والابتكار وما نسجله كل عام من نجاحات متتالية ومخرجات تزداد ارتقاءً وكفاءة "كمًا ونوعًا"، والقفز بشكل استثنائي لرياضتنا نحو مستوى غير مسبوق، وتسجيل أرقام قياسية لمشاركة الشباب للألعاب الإلكترونية العالمية، واستضافة بطولة كأس آسيا 2027، ثم تنظيم كأس العالم 2034؛ أكبر نسخة على الإطلاق من تاريخ البطولة بدولة واحدة" بمشاركة 48 منتخبا، وصولا لمستويات متقدمة بمشاريع كبرى تعزز مكانة بلادنا على الساحة الدولية، منها على سبيل المثال، "نيوم"، أحد أكثر المشاريع طموحاً، واعتمادا على الابتكار والاستدامة، فضلا عن مشروعات "البحر الأحمر" لتعزيز السياحة المستدامة، وبوابة الدرعية "أكبر مشروع تراثي في العالم"، والمربع الجديد "أكبر داون تاون في العالم"، والقدية "أكبر مدينة ترفيهية في العالم"، والمسار الرياضي "أطول مسار رياضي في العالم"، وذا لاين "أكبر مدينة طولية في العالم"، وغيرها من المشاريع "الأضخم" عالميا، وفتح آفاق جديدة للاستثمار الأجنبي، بجانب استحقاقات عالمية كبرى، على رأسها استضافة معرض "إكسبو" 2030" بالعاصمة الرياض. في الساعات الماضية، سجلنا باحتفالات يومنا الوطني، فرحة العمالة البسيطة التي تشاركنا في بناء بلدنا، ورأينا انغماسهم وتفاعلهم بين مجتمع ودود، ورأينا أيضا المستثمر الأجنبي يشارك ويضع بصمته معنا في يومنا الأغلى على قلوبنا، ولم يكن كل ذلك ليتحقق، إلا بوطن آمن مستقر، وشعب محب للجميع. ولأننا ورثة أمجاد وبناة مستقبل، فسنواصل بروح تعشق العمل والإبداع، خطى التقدم نحو الأمام بثقة، على وعد بأن يظل الوطن دائما في قلوبنا، جيلا بعد جيل، وحق لنا أن نحتفل بهذا الوطن كل يوم، ونحن نعيش فيه "آمنون مطمئنون"، ومن حولنا مناطق صراع وتوتر وعدم استقرار. دمتم «سعوديين محبين ومحبوبين».. ولكم مني «94» تحية وقبلة على الرأس والجبين.