د. أحمد الكويتي


لا تكاد تخلو الحياة من المنغصات، والتي تظهر من فترة إلى أخرى ونحن لا نستطيع أن نتعامل مع الضغوط التي تواجهنا في الحياة إلا إذا استطعنا أن نفهم الحياة وما يجري فيها بشكل جيد، وأنها دار مليئة بالمتاعب محاطة بالهموم والأحزان لذا كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتعوذ من الهم والحزن، وإذا نظرنا إلى كثير من الناس نجدهم وللأسف الشديد يتعاملون مع هذه الحياة على غير طبيعتها، فيطلبون منها الكمال والراحة والسكينة، وهذا على عكس طبيعة الدنيا التي تتقلب بأصحابها من فترة إلى أخرى، ففي أوقات نجد أن الدنيا تعطينا مفاهيم للسعادة، وفي فترات أخرى تضغطنا الهموم فلا نستطيع أن نستمتع بها.
إن الاستماع بالرحلة التي نعيشها في هذه الحياة يتطلب منا أن نتعامل مع تقلباتها بفن وحكمة، وأن نعلم أن الحياة هي عبارة عن طريق فيه محطات وعقبات. وهنا يجب أن نعلم علماً يقينياً جازماً أن الضغوط جزء من الرحلة، وأن قدرتك على مواجهة الصعاب يعتبر نجاحاً كبيراً لك في أي مشكلة بالمستقبل، وتستطيع أن تتعامل معها بكل أريحية، وتتجاوزها في المستقبل.
وقد دلت تجارب الحياة التي عاشها كثير من الأدباء وأصحاب الخبرات أن كل تحد فيه فرصة، وأن كل مشكلة لا تمثل بالضرورة خطوة إلى الوراء، بل ربما تصبح دافعاً لك إلى الأمام إذا أحسنت التعامل مع هذه التحديات، وتجاوزت تلك المشكلات، كثير منا يمر بضائقة مالية تضغطك لذا إذا أردت أن تتجاوز هذه الضائقة حاول أن تنظر وتعيد التفكير في نفقاتك ومصادر دخلك، فسوف تجد وبلا شك في أن هناك جدولاً في نفقاتك يصرف في الرفاهيات لذا يجب عليك أن تعمل على ترشيد النفقات وفق ما يسمى بفقه أولويات الإنفاق وهنا تستطيع أن تخفف الماديات، كذلك يجب عليك أن تنظر إلى ما يثقل كاهلك بالديون، والتي هي دين بالنهار وهم بالليل فالموقف المالي لإنسان معهم جدا، ويعتبر من أهم الأسباب التي تعمل وباحترافية شديدة على ضغط حياتنا، وتمنعنا من الاستمتاع بها. ومن الأمور التي يجب علينا أن نضعها نصب أعيننا في التعامل مع ضغوط الحياة أن تكون هناك خطط بديلة والتفكير في البدائل بحيث لا تقف الحياة على فكرة واحدة.
خلاصة القول.. نستطيع أن نقول إن ضغوط الحياة المتراكمة هي ضغوط لا مفر منها، ولكن الحكمة تكون في كيفية إدارة الأمور والتعامل معها بفن، وأن نتحلى بالثقة وحسن الظن بالله -سبحانه- وتعالى.
@Ahmedkuwaiti