سالم اليامي يكتب:


الأزمات الدولية عندما تصل إلى مرحلة ما من التعقيد تدفع بعض الأطراف الدولية المتابعة أو المراقبة ،أو التي تشعر بأنها معنية عن الاتيان بالحل أو بجزء منه ألى تعيين مبعوث خاص لفضية معينة بمعنى تخصيص شخصية دولية أو موظف دولي سامي بأن يكون البوابة التي من خلالها يتم التعاطي والبحث عن الحل في موضوع نزاع معين، في السودان الذي اندلع الصراع الأهلي فيه بين فريقين من الجيش السوداني قبل نحو عام ونصف شهد تعيين أو تسمية أكثر من مبعوث دولي لمساعدة السودانيين .
ومنذ انطلاق هذا الصراع سمى معالي الأمين العام للأمم المتحدة مندوب أو مبعوث خاص له يمثل شخصه، ويمثل المنظمة الدولية في البحث عن تخفيض الصراع السوداني حيث تم تعيين وزير الخارجية الجزائري السابق السيد رمطان العمامرة الرجل الذي كان مسئول عن الشؤون الأفريقية في بلاده، وخطت الولايات المتحدة الأمريكية ذات النهج حيث تم تسمية السيد توم بورييلو مبعوثاً خاصاً للولايات المتحدة إلى السودات بعد اندلاع الصراع هناك ببضعة أشهر، وآخر المبعوثين إلى السودان البريطاني ريتشارد كراو در والرجل دبلوماسي بريطاني ويبدو أن لديه خبره في شؤون القارة الأفريقية .
المهم في عملية تعيين المبعوثين الخاصين للأزمات الدولية هو قدرتهم على العمل الحقيقي لايقاف الصراع وقدرتهم على مساعدة المدنيين في تجنب ويلات الحرب. الجانب البريطاني أكد في بيان تسمية المبعوث البريطاني بأن مهتمه تنصب على تعزيز العمل الاغاثي والانساني في السودان وبطبيعة الحال مساعدة السودانيين وخاصة طرفي الصراع الجيش وقوات الدعم السريع على التوصل لحل سلمي، ويأتي موضوع تسمية المبعوث البريطاني للسودان في احتدام المعارك بين الجانبين في منطقة الفاشر الاستراتيجية وفي ذات الوقت يأتي في الوقت الذي تتصاعد فيه الدعوات الدولية لطرفي الصراع لتخفيض مستويات العنف وتجنيب المدنيين ويلات الحرب. وفيما يتعلق بعمل المبعوثين الدوليين هناك من ينظر إلى مثل هذه الخطوة على أنها نوع من أنواع التدخل الخفيف في الشؤون الداخلية للبلد المبعوث إليه المندوب.
هناك من يعتقد أن هذا الأمر يعكس درجة عالية من الاهتمام الدولي بالصراع في مكان محدد من العالم، وهناك من يرى أن مثل هذه الخطوة يمكن أن يكون تعبير عن علاقات معينة للبلد أو الجهة التي تسمي مندوبا لها هنا أو هناك.
@salemalyami