حذيفة القرشي - صلالة 

يُعتبر اللبان أحد أهم المنتجات الطبيعية التي تستخدم منذ آلاف السنين لأغراض طبية ودينية وتجارية، ويمكن تصنيف أفضل أنواع اللبان في العالم بناءً على عدة عوامل، مثل: الجودة، النكهة، المكونات الطبيعية، والاحتفاظ بالنكهة لفترات طويلة.
ويعد اللبان العماني أو اللبان العربي واحدًا من أنقى أنواع اللبان في العالم، وتُزرع شجرة اللبان في المناطق الجنوبية من سلطنة عُمان، وتحديدًا في محافظة ظفار حيث تُفضل هذه الشجرة النمو في المناطق الصخرية والجافة التي يتراوح ارتفاعها بين 500 و1000 متر فوق سطح البحر، يُعد المناخ الحار والجاف أحد الشروط المثالية لنمو شجرة اللبان.

ورصدت عدسة "اليوم" في جولة خاصة، تاريخ اللبان العماني والالتقاء بمسؤولين في عمان بمتحف أرض اللبان في منتزه البليد الأثري، وهو احد مناطق الواقع على ساحل المحيط الهندي، كما تنقلت العدسة في احد المناطق المشهورة بزراعة اللبان لرصد عملية إنتاج وحصاد اللبان.

اللبان العُماني ذهب الصحراء

وقال المشرف على خدمات الزوار في متحف أرض اللبان/ أحمد اليافعي أن تاريخ زراعة واستخدام اللبان في عُمان تعود إلى العصور القديمة، حيث كانت منطقة ظفار واحدة من أهم مراكز إنتاج اللبان في العالم القديم، وكانت القوافل التجارية تنقل اللبان إلى مختلف أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا، بالإضافة إلى أن المصريون القدماء استخدموه في التحنيط وفي المعابد الدينية، كما كان جزءًا من التجارة البحرية والبرية في شبه الجزيرة العربية.

أحمد اليافعي.

واعتبر اليافعي اللبان العُماني "ذهب الصحراء" بسبب قيمته العالية واستخدمه الرومان في طقوسهم الدينية، وكانت له قيمة اقتصادية كبيرة، حيث كان يُستبدل بالبضائع الثمينة كالحرير والتوابل، وحدد أصناف اللبان بأربع أنواع: الحوجري والنجدي والشزري والشعبي، ويستخدم لعلاج الجهاز الهضمي ومشكلات الجلد والشعر، كما أنه يرفع المناعة لدى الاطفال، وتكمن أهميته الكبيرة بحكم قلته بالعالم والجوده التي يتمتع بها، كما أن شجرة اللبان تحتاج طقس معتدل نسبيا طوال السنة، فلا تتعرض لمياه الأمطار الموسمية ولا الرطوبة العالية، وعليه ينتج اللبان بأجود أنواعه كما أن الكميات التي تنتجها الشجرة ما بين 5 كيلو إلى 10 كيلو سنويًا

قيمة اقتصادية ومصدر دخل

وبين أحد سكان منطقة ظفار/ أحمد العامري أن قديماً كان يُعتبر زراعة وتجارة اللبان مصدر دخل هام للعديد من سكان محافظة ظفار من خلال مزيج من القيم الاقتصادية والثقافية، مبيناً أن اللبان اليوم يواصل دوره الفعال في الحفاظ على جزء مهم من هوية الشعب العُماني وتراثه المتجذر عبر العصور كما أن سلطنة عُمان اليوم تعمل على برامج للحفاظ على هذه الثروة الطبيعية عبر تعزيز إنتاجه وترويجه في الأسواق العالمية.

أحمد العامري

وأوضح العامري طريقة جمع اللبان حيث يتم استخدام أداة حادة لايجاد شقوق صغيرة في لحاء الشجرة، مما يتيح خروج الصمغ (اللبان) وتجميعه في كتل صغيرة، ويُترك لمدة زمنية حتى يجف ثم يتم جمعه.

وأضاف العامري أن هناك استخدامات وفوائد اللبان متعددة، إذ يُستخدم بالطقوس الدينية في العديد من الثقافات، نظرًا لرائحته العطرة وقدرته على التطهير الروحي، وطبيًا يُستخدم في علاج بعض الالتهابات والأمراض التنفسية، كما يدخل في صناعة العطور والزيوت العطرية.