حسن النجعي


مؤخرا نلحظ انتشار مقاطع تتهكم على المعلمين يتداولها بعض مرتادي منصات التواصل الاجتماعي من باب الفكاهة، وهم بذلك ينسون أو يتناسون أن كل نجاح مهني وأخلاقي في هذه الدنيا لم يكن ليتحقق لولا جهود هؤلاء المربين، الأمر لم يصل إلى كونه ظاهرة ولكن أود أن أتناوله من منظور نقدي لأنه بات ملحوظاً.
يبدو أن البعض من رواد مواقع التواصل الاجتماعي أو من يتناقل مثل تلك المقاطع التي تسيئ في محتواها لمهنة التعليم قد ينسون أو يتجاهلون التأثير العميق للمعلمين في حياتهم، إن الهجوم على المعلمين، سواء كان ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر، يُظهر عدم تقدير للجهود الكبيرة التي يبذلها هؤلاء الأفاضل.. في الحقيقة، المعلمون ليسوا مجرد ناقلين للمعرفة، بل هم صناع شخصيات، ومُلهمون، ومرشدون.
عندما يتحدث البعض عن المعلمين بكلمات سلبية، فإنهم بذلك يقوضون، بعمد أو بغير عمد، الثقة في العلم والتعليم، ويؤذي الطلاب الذين يحتاجون إلى الدعم والتوجيه، وعلينا جميعا أن نتذكر أهمية مشاركة كافة فئات المجتمع في التوعية بأهمية العلم والتعليم وخطورة الاستهتار أو تناقل مثل هذه المقاطع حتى لو على سبيل الفكاهة.
أتمنى من البيت والأسرة والمجتمع ادراك أهمية التكاتف في سبيل دعم وتعزيز الصورة الحقيقية عن المعلم ومهنة التعليم، بما يرتقي بقيم الاحترام والتعاون، بدلاً من المشاركة في نشر مقاطع تضر بمهنة التعليم.
ختاماً: أدعو الجميع، وخاصة من يملكون منصات على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى إعادة التفكير في طريقة حديثهم عن المعلمين.. ولنكن داعمين لهم، ولنحتفل بجهودهم بدلاً من الهجوم عليهم.. فالمعلمون حول العالم هم أبطال حقيقيون يستحقون الاحترام والتقدير.
@al-ajaei_1