تابع الناس في المنطقة العربية عشرات التقارير والتحليلات الإعلامية التي تتحدث عن الصراع وعن الحرب وتشير في أغلبها إلى امكانية تطور الصراع، في الآونة الأخيرة وبعد الثالث والعشرين من شهر سبتمبر ٢٠٢٣ حيث بدأت نقطة جديدة للصراع في جنوب لبنان بعد أن تم تدمير قطاع غزة وبعد أن كان هناك مرور وتدمير لمناطق ومخيمات في الضفة الغربية.
التحذيرات التي أزعجت كثير من المتابعين حديث بعض المحللين من أن زي خروج للأمور عن السيطرة فإن ذلك سيؤدي إلى حرب شاملة أو مفتوحة كما يقولون. في رأيي كمراقب وكمتابع وإن كنت لست خبير عسكري فأن كثير من تلك التحليلات افتقرت إلى ما يمكن أن نسميه نظرياً بالتعريف العملي للمفهوم ، اعني مفهوم الحرب الشاملة أو مفهوم ومعنى الحرب المفتوحة. حيث يعتقد البعض أن المعنى الضمني لهذه التوصيفات أن تنخرط أطراف جديدة في عملية الصراع قياساً على ما حدث في حروب سابقة وهذا الخيار في تقديرنا غير وارد لا من قريب ، ولا من بعيد.
السبب بسيط جدا وهو أنه وبحسب موازين القوة الإقليمية والدولية فإن الذي يحدث اليوم في منطقة الشرق الأوسط صراع للكيان الصهيوني الذي يملك مزايا نسبية متقدمة مقارنة بما يملكه الخصم هذا جانب أساسي، ثم هناك ما يمكن أن نسميه بطبيعة الخصم في الطرف المقابل وهو في حقيقته فواعل مادون الدولة أحزاب وجماعات وتنظيمات وليست دول.
هذا التصنيف والمعرفة بحقيقة الاطراف المتصارعة نتوقع أمرين الأول طبيعة الحدث ومستقبل الحدث، وطبيعة الحدث تخبرنا بأن الذي يحدث صراع بين طرف قوي وأكثر تمكن وبني أطراف أقل قوة لا يمكنها الاعتراف بطبيعة ضعفها لعدة اعتبارات.
العنصر الآخر هو تصورنا لمستقبل الصراع ويعتقد في أغلب الحالات أن الأمر لن يخرج عن جولات من الصراع تستمر إلى أجل مسمى ثم تحدث تسوية ما وهذا ما سبق وأن حدث في مرات سابقة.. أما جزئية أن تدخل دول في الصراع فهذا مستبعد وخيار غير واقعي وغير عملي ولا يعكس واقعية سياسية وأمنية وعسكرية على الإطلاق.
إذاً هناك فجوة بين تقديم المعلومة عبر الوسائل الإعلامية للناس وبين تقديم المفاهيم والتعريفات التي تجعل الإنسان الغير مختص يفهم ولا يرتعب.
@salemalyami