يشكل اغتيال حسن نصرالله أمين حزب الله وتصفية الصف الأول من قيادات الحزب في غضون أيام، تغييرياً حتمياً للوجوه القديمة، ومجيء طواقم جديدة، تفهم الدروس والعبر وتتبنى سرديات على أسس واقعية. وتهجر الخطابات الاستخفافية والأوهام.
والتغيير الجوهري ليس فقط في «أدوات محور إيران»، بل التغيير اللافت في إيران نفسها، فالرئيس الإيراني مسعود بزشكيان تحدث بخطاب جديد، ينحو للمفاوضات والسلام والتنمية الاقتصادية وتوسيع علاقات إيران الدولية. وهذا يخالف الخطاب الإيراني الشمولي الدعائي المليء بالتحدي والتهديد وصناعة الأعداء. وبزشكيان لا يتحدث إلا بتوجيه من المرشد.
ويبدو أن القيادة الإيرانية العليا، قد بدأت تعيد الحسابات وتدرك أن سياسة صناعة الميليشيات، وإن قدمت خدمات سياسية، إلا أنها بدأت تتضخم وتشكل عبئاً سياسياً واقتصادياً بالذات، إذ جزء كبير من ثروة هذا البلد، الأغنى في منطقة الشرق الأوسط، تنفق على أكثر من مئة ميليشيا، وعلى خدماتها وتسليحها المكلف، في الدول العربية وأفريقيا وعلى مئات القنوات الإعلامية. وهذا يشكل خطراً على النظام وشعبيته في الداخل، إذ تتصاعد نسبة الفقر بشكل مخيف. وبدأ المواطنون الإيرانيون يقارنون أحوالهم المزرية، بالازدهار الاقتصادي والتنمية وتقدم البنية التحتية في دول الخليج. وهذه المقارنة تهز صورة النظام وتخيفه. وعلى الرغم من القبضة الأمنية إلا أن مظاهرات تنظم في مدن إيران تندد بالفقر والفساد وسوء إدارة الاقتصاد وتطالب بالامتناع عن الانفاق على الميليشيات والاهتمام بالتنمية الوطنية.
إذا أراد النظام الإيراني البقاء، يتعين عليه أن يهتم بالفقراء الإيرانيين أكثر من الاهتمام بأعضاء الميليشيات في لبنان وسوريا أو اليمن أو ساحل العاج أو نيجيريا. وهذا يتطلب الحد من عدد الميليشيات وأحجامها، وتخفيض الانفاق عليها. والأرجح بدأ التغيير بحزب الله الذي، رغم فوائده، شكل عبئاً مالياً وحتى سياسياً على النظام الإيراني وعلى لبنان، فكثير من اللبنانيين بما فيهم بيئة حزب الله يشكون من أن الحزب اختطف الدولة وتسبب بشلل الاقتصاد وزيادة الفقر، ويحارب في جبهة خاسرة، إذ إسرائيل محمية بكل القوى العظمي، بما فيها روسيا حليفة إيران.
*وتر
تتصاعد صيحات ملايين المغدورين في سوريا..
إذ تتفن الميليشيات بغرس خناجرها في الأمشاج الغضة..
وتهل الثكلى دموعها مع آذان كل فجر،
وتدعو أن يهلك الظالمون الظالمين.
@malanzi3