شهدت سوق الأسهم الأمريكية بداية متباينة في أكتوبر الجاري، حيث تأثرت المؤشرات الرئيسية بانخفاضات ملحوظة في الجلسات الأولى من الشهر، قبل أن تسترد بعض قوتها في ساعات التداول الأخيرة أمس، مدفوعة في ذلك بعوامل اقتصادية وسياسية متداخلة. ويتوقع العديد من المحللين والخبراء يتوقعون أن يستأنف السوق مساره الصعودي في الأسابيع المقبلة رغم هذه البداية الضعيفة.
يأتي هذا في وقت يتحسب له المراقبون من تصاعد الصراع وتعقد القضايا الجيوسياسية، وفق ما ذكرت شبكة ياهو فاينانس الأمريكية.أداء الأسهم الأمريكية
تذبذبت العقود الآجلة المرتبطة بمتوسط داو جونز الصناعي بين صعود وهبوط حيث أضافت 29 نقطة أو أقل من 0.1% وزادت العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.1% بينما عَلت العقود الآجلة لمؤشر ناسداك 100 بنحو 0.2%.إحباط المستثمرين في بداية أكتوبر
بدأ تداول أكتوبر بشكل سيء هذا الشهر حيث أدى تصاعد التوترات في الشرق الأوسط إلى إحباط حماس المستثمرين وهبطت الأسهم يوم الثلاثاء بعد أن شنت إيران هجومًا صاروخيًا على الاحتلال الإسرائيلي.اقرأ أيضاً: مؤشرات الأسهم الأمريكية تخيب الآمال في بداية أكتوبر وسط الصراع
يستعد المستثمرون لمزيد من عدم اليقين مع بدء إسرائيل عملية برية في لبنان وهو ما يعرض الأسهم للضغوط وقد يبدد المزاج المتفائل حول خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة بينما واصلت أسعار النفط ارتفاعها الذي شهد علو بأكثر من 5% يوم الثلاثاء وهو أعلى مستوى لها فيما يقرب من عام.
أداء المؤشرات الرئيسية
أنهت المؤشرات الثلاثة الرئيسية في الولايات المتحدة تعاملات أمس الأربعاء على ارتفاع طفيف فوق مستوى الثبات فقد أضاف مؤشر ستاندرد آند بورز 500 0.01% فقط في حين ارتفع مؤشر ناسداك المركب الذي يهيمن عليه قطاع التكنولوجيا 0.08% كما أضاف مؤشر داو جونز الصناعي الذي يضم 30 سهما نحو 39 نقطة أو 0.09%.اقرأ أيضاً: صعود أسعار الذهب يتعثر بعد استبعاد الفيدرالي خفض الفائدة بسرعة
نتائج أفضل للوظائف والرواتب
أظهرت بيانات من مؤسسة "إيه دي بي" أن التوظيف في القطاع الخاص كان أفضل من المتوقع في سبتمبر.ينتظر المستثمرون المزيد من بيانات سوق العمل يوم الخميس مع صدور طلبات إعانة البطالة الأولية الأسبوعية والذي يعد حدث رئيسي للمتداولين والاحتياطي الفيدرالي الذي شرع في دورة خفض أسعار الفائدة بصدور تقرير الرواتب لشهر سبتمبر المقرر صدوره صباح الجمعة.
فعلى الصعيد الاقتصادي الكلي الأمريكي، أظهرت أحدث البيانات أن القطاع الخاص أضاف 143 ألف وظيفة في سبتمبر وهو ما يفوق تقديرات خبراء الاقتصاد التي أشارت إلى 125 ألف وظيفة وأعلى كثيراً من 99 ألف وظيفة في أغسطس.
صعود مستمر في النفط
على صعيد متصل، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت وخام غرب تكساس الوسيط بأكثر من 1% يوم الأربعاء مع قلق المتداولين من احتمال ارتفاع المخاطر ونقص الإمدادات.تراجع أسهم "تسلا" و"نايكي"
في تحركات الأسهم الفردية، انخفضت أسهم "تسلا" بأكثر من 3% مع ارتفاع عمليات التسليم العالمية في الربع الثالث لكنها جاءت أقل من تقديرات وول ستريت .وفي الوقت نفسه، تراجعت أسهم شركة "نايكي" بأكثر من 6% بعد أن هبطت شركة الأحذية الرياضية العملاقة بتوقعاتها للعام بعد أن فشلت في تحقيق إيرادات كانت مأمولة لربع مالي بينما قال مديرها المالي للمحللين: "لم نتجاوز الأزمة بعد".
تفوق قطاع التكنولوجيا
كان قطاع تكنولوجيا المعلومات هو القطاع الوحيد البارز في تحركات السوق يوم الأربعاء حيث ارتفع القطاع بنحو 0.9% كما كان قطاع الطاقة الذي ارتفع بأكثر من 0.4% القطاع الوحيد الآخر من بين القطاعات الـ11 الذي تفوق في المكاسب على مؤشر ستاندرد آند بورز 500.استمرارية ارتفاع الأسهم
قالت ماري آن بارتلز كبيرة استراتيجيي الاستثمار في "سانكتشواري ويلث":"بينما تكافح سوق الأسهم مجموعة متنوعة من المخاوف - بما في ذلك تصاعد التوترات في الشرق الأوسط وإضراب الموانئ وعدم اليقين بشأن الانتخابات الرئاسية الأمريكية- فإن السيولة هي المفتاح وهناك الكثير منها الآن بعد أن بدأ الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة ... وهذا يعني أن الأسواق يمكن أن تستمر في الارتفاع".وأضافت" يجب على المستثمرين تحمل تقلبات شهر أكتوبر لأنه لا يزال هناك الكثير من الأمور في السوق تدفع للصعود".
انتعاش الأسهم الصينية
انتعشت الأسهم المرتبطة بالاقتصاد الصيني مع استمرار المستثمرين في تحليل ما قد تعنيه حزمة تحفيز واسعة النطاق بالنسبة للصين.كما ارتفعت الأسهم الأمريكية المرتبطة بالتجارة الإلكترونية الصينية مرة أخرى، حيث حققت شركات البيع بالتجزئة عبر الإنترنت العملاقة "علي بابا" و"بيندودو" و"جي دي.كوم" جميعًا أعلى تداول خلال يوم حيث ارتفعت كل من جي دي.كوم وبيندودو بأكثر من 4٪.