عندما تقْدِم على عمل ما، تضع جميع الاحتمالات نصب عينيك، قد تتراجع قبل الإقدام عليه، ذكاءً منك لدرء الخسائر والمخاطر العالية، وقد تبدأ فيه وتحل تحدياته التي درستها مسبقاً، وتتيقظ لتحدياتك الجديدة أثناء العمل وتجد حلولك لها، أما أنك تبدأ مشروعك أو مهمتك بإيقان فشلها، فهذا الاجراء جديد!
استغربت جداً بوجود هذا النوع من التفكير والاقدام عليه، وهو التواجد للفشل وليس لشيء آخر، ولا أقصد الحذرين هنا ولا المندفعين، فكلاهما مخطط، بنسب خوفٍ مختلفة؛ إنما أقصد المتوجهين بعمدٍ نحو الفشل، دون محاولات ولو بائسة لإنجاح ما يقومون به! وهو ما لم أفهم مردوده أو أسبابه، وهل من يمارسه يعنونه لشخصيته وطريقته، أم هي حالات شاذة له! وهل هو مدرك لأسمه الذي يبنيه، وسمعته التي ستسبقه!
خسارتك للجهد، الوقت، والمال إن لم يردعوك فما هو الرادع! حتى إن وضعنا بعض الاحتمالات التي قد تقلل من حدة جلدك مثل: مللك ورغبتك في اشغال وقتك، أو إيجاد مساحة للفشل! لن تكونا مبرراً لسوء إدارتك ولا لرايتك الخائبة التي ترفعها بفخرٍ أمام الجميع؛ وعلى النقيض ايضاً ليس من المنطق أن ترفع راية التفاؤل وتكون هي محور معرفتك دون دراسة أو تخطيط.
هل ترتب أوراقك بين الفينة والأخرى، أم تعتمد على الحظ! وهل التخطيط وحده يكفي أم للحظ أحياناً لمسة تدفعنا للأمام! رغم أن التعثر هو ما يدفعنا لتحدياتنا التي ننال النصر فيها عندما تحل علينا، لأنه الضوء الذي يصنع فيك الإصرار وشغف النجاح؛ والتجربة التي تنقلك إلى تحقيق انجازاتك ورسمها بفنٍ وابداع.
محاولة إنجاح ما أعددت له جيداً نجاح يحسب لك، والاستسلام السريع نعرةً لن تفارقك أبداً مهما حاولت تجاهلها أو مسحها من تاريخك، وعندما تفشل كن صادقاً مع نفسك وحدد الأسباب، وطريقة معالجتها، وإن كنت بدرجة عالية في التناغم مع نفسك، ابتعد عما لا تستطيع عمله لأي سبب كان، إلا أن جهزت وخططت تجاوز عوامل نجاحه إلى أكثر من نصف الفشل.
الكثير لا يعترف بجهله، ويرى العيب في الاعتراف بذلك! فهل الاعتراف أجدى أم اسقاط نفسك ومن معك في بلية بسبب العيب!
@2khwater