للمملكة دور في الطاقة العالمية أكبر من إنتاج الطاقة التقليدية، ويشمل ذلك توفير طاقة نظيفة والاستفادة من جميع التقنيات التي تسهم في إمداد مستقر لا يؤثر كثيرا على البيئة، ولذلك وانطلاقا من مسؤولياتها والتزاماتها طرحت العديد من المبادرات والبرامج التي تعزز إنتاج الطاقة النظيفة والحد من الأثر الكربوني في الإنتاج بأكثر من غيرها من دول العالم المنتجة للنفط والغاز.
التعامل مع قضايا عالمية كبيرة ومهمة مثل التغير المناخي والحد من الكثافة الكربونية التي تلازم إنتاج النفط والغاز ليس مسؤولية دولة واحدة وإنما مسؤولية جماعية، تتكامل فيها المبادرات والجهود، وإن كان للمملكة الدور الأبرز بين المنتجين في تقديم تجارب متقدمة في الحصول على الطاقة النظيفة والحد من الكربون والتعامل المنهجي مع تحديات التغير المناخي.
مؤخرا أعلن صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، وزير الطاقة، إطلاق عدة مبادرات لتعزيز جهود ومساعي تحقيق الاستدامة البيئية ودعم الابتكارات في مجالات الطاقة النظيفة، وذلك يأتي في سياق المسؤولية والريادة في ابتكار وتقديم الحلول تشمل استضافة مجموعة من الجلسات الحوارية والنقاشات حول التغير المناخي والاستدامة تحقيق مستهدفات الحياد الصفري، والتعامل مع التحدي العالمي لاحتجاز الكربون.
الرؤية السعودية ف يهذا المجال ترتكز إلى تأكيدات سمو وزير الطاقة على أهمية التوازن بين النمو الاقتصادي، وأمن الطاقة، وجهود مواجهة التغير المناخي، خاصة وأن للمملكة دور ريادي وجهود واضحة فيما يتعلق بتطوير تقنيات الكربون حيث أنشأت مركزا لإنتاج الهيدروجين في مدينة رأس الخير الصناعية، وكذلك مشروع ضخم لاحتجاز وتخزين الكربون يتوقع أن تبلغ طاقته الاستيعابية تسعة ملايين طن سنويا بحلول عام 2027.
ذلك يبرز جهود منظومة سعودية متكاملة فيما يتعلق باستخلاص الكربون، ولأرامكو السعودية دور وجهود كبيرة في هذا المجال حيث تواصل التوسع في تطوير التقنيات والوصول إلى مستهدفات الحياد الصفري والحد من الكثافة الكربونية في أعمال التنقيب والإنتاج إلى أدنى المستويات العالمية، وذلك يجعلنا أمام محصلة سعودية مهمة في إنتاج طاقة نظيفة ومستدامة وباقل التكاليف ومتاحة للكثير من المجتمعات البشرية بما يعزز ريادتنا السعودية في قطاع الطاقة التي يحتاجها العالم، ويعتمد على منتج مسؤول وملتزم ويطور وسائل وأدوات الإنتاج بصورة مستمرة.