د. شلاش الضبعان يكتب:


مر يوم المعلم، وهو تذكير بمكانة المعلم الكبيرة في المجتمعات الحية، فمكانة المعلم والمعلمة تتناسب مع تقدم المجتمع طردياً، فكلما زاد رقي المجتمع زادت مكانة المعلم، وكلما زادت مكانة المعلم زاد رقي المجتمع، والعكس بالعكس.
في وطننا مكانة المعلم سامية، وفي رؤيتنا دور المعلم محوري، وفي ديننا يقول رسول الإنسانية صلى الله عليه وآله وسلم: «فضل العالم على العابد ، كفضلي على أدناكم ، إن الله عز وجل وملائكته، وأهل السموات والأرض، حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت، ليصلّون على معلم الناس الخير».
وفي قصص تاريخنا المجيد ما ذكره ابن خلكان في وفيات الأعيان أن: الخليفة العباسي المأمون قد وكّل الفراء يلقن ابنيه النحو، فلما كان يوماً أراد الفراء أن ينهض إلى بعض حوائجه، فابتدرا إلى نعل الفراء يقدمانه له، فتنازعا أيهما يقدمه، فاصطلحا على أن يقدم كل واحد منهما فرداً فقدماها، علم المأمون فاستدعى الفراء، فلما دخل عليه قال: من أعز الناس؟ قال: ما أعرف أعز من أمير المؤمنين، قال: بلى من إذا نهض تقاتل على تقديم نعليه وليا عهد المسلمين حتى رضي كل واحد أن يقدم له فرداً، قال: يا أمير المؤمنين، لقد أردت منعهما عن ذلك، ولكن خشيت أن أدفعهما عن مكرمة سبقا إليها أو أكسر نفوسهما عن شريعةٍ حرصا عليها، وقد روي عن ابن عباس أنه أمسك للحسن والحسين رضي الله عنهم أجمعين ركابيهما، حين خرجا من عنده، فقال له بعض من حضر: أتمسك لهذين الحدثين ركابيهما وأنت أسن منهما؟! فقال له: اسكت يا جاهل، لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو الفضل، فقال له المأمون: لو منعتهما عن ذلك لأوجعتك لوماً وعتباً وألزمتك ذنباً، وما وضع ما فعلاه من شرفهما، بل رفع من قدرهما وبين عن جوهرهما، ولقد ظهرت لي مخيلة الفراسة بفعلهما، فليس يكبر الرجل وإن كان كبيراً عن ثلاث: عن تواضعه لسلطانه ووالده ومعلمه العلم، وقد عوضتهما بما فعلاه عشرين ألف دينار، ولك عشرة آلاف درهم على حسن أدبك لهما».
لا أدري من أيهما أعجب؟! فعل الصغيرين أم موقف الأب؟! ولكنه أحد أسباب تقدمها أمتنا، وسلسلة متكاملة من الاحترام والتقدير، فإذا احترمت الأسرة المعلم، احترمه الابن، واحترمه المجتمع.
احترموا معلميكم تتقدموا.
@shlash2020