بيان آل يعقوب


أحلامٌ عالقة، لوحةٌ فنية أبدع في رسمها الزمان حكى فيها حكايةٌ طموحٍ أراد حفر الأرض ليخرج منها الألماس، ولكنه جعل أحلامًا عالقة لأجل طموحه.
بداية اللوحة كانت مع الطموح الذي كان صاحب نظرةٍ بعيدة تحليلية رائعة نحو المستقبل ورسم في خياله ناطحات سحاب تتسابق مع السحاب، وقد أمطرت ملايين في أنحاء المكان، وعندما أتى تفاجئ بالبيوت الموجودة في المكان، وكان الناس يعيشون فيها الحياة بحلوها، ومرها، وتتباين منازلهم بين القديمة، والحديثة، وجارية الإنشاء، ولكن الطموح أتاهم مع بعض رفاقه يخبرهم بالمشروع الذي يتطلب هدم بيوتهم ليقوم المشروع على الأرض.
في منتصف اللوحة تشعبت الألوان بفرشاة الزمان لترسم ملامح المستقبل المجهول لأولئك الناس، فعلى الرغم من تقديم الطموح الملايين للناس فقد كانت بعض البيوت تؤوي عدة عوائل من ذوي المال القليل، وكان الحزن يحوم حولهم؛ فهم لا يستطيعون بعدها المبلغ الحصول على منزل يكفيهم، وكذلك فلن يجدوا منزلًا يكفيهم جميعًا، فمن أين سيدخرون المال لذلك، وبدأت ذكرياتهم تتجمع في هذا المنزل المشترك، وكذلك من بدأوا ببناء منزلهم الجديد؛ فقد خسروا الكثير من المال لبنائه، وعلقت أحلامهم كسحابة حزينة.
في نهاية اللوحة اجتمع سكان في منتصف المدينة، وقد اجتمعت المدارس في مدرسة، والمشافي في مشفىً واحد، وبدأت الأموال التي منحها لهم الطموح تتطاير بين المسؤوليات التي يقوم بها الناس، وكان الطموح لا يعلم عنهم؛ فقد كان يصنع حلمه الكبير على المكان، وازدحم الطلاب في المدارس، وتلاشت أرباح التجارة بعض الشيء؛ فالعديد من المتاجر أصبحت ضمن المشروع، ويستوجب هدم جميع البيوت، ولأن الطموح كان يرى المستقبل فلم يرَ زمن الحاضر بواقعه.
أنهى الزمان لوحته الفنية بأن قام الناس بتعليق جميع أحلامهم الصغيرة حتى ينمو المشروع، وكان حلم الطموح سيتحقق، ولكنه لم يتوقع أن تكون الأحلام عالقةً وقف التنفيذ.
‪@bayian03‬