أنيسة الشريف مكي


مضايقات عبر شبكات الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي كالفيس بوك، والإنستجرام وسناب شات من قبل مرضى، أعتقد أني أصبت عندما سميتهم بمرضى، والداء هو «عقدة الشعور بالنقص، هذه العقدة تدفعهم للمضايقات بطرق عدة منها الرسائل المسيئة، والمحتوى غير اللائق، أو نشر شائعات كاذبة للسخرية من البعض وتشويه سمعتهم، أو المطاردة الإلكترونية التي تتمثل في إرسال الرسائل التي تحتوي على تهديدات وابتزازات متكررة تجعل المستخدِم في حالة ذعر وفزع على سلامته وحياته.
يتم التنمر عبر التقنيات الرقمية كما ذكرت، تطبيقات المراسلة، ومنصات الألعاب، والهواتف المحمولة.
يضع المتنمِّر البرامج الضارة في حساب المستخدِم ليتم التحكم في جهازه وسرقة ملفاته وكلمات المرور.
وأيضاً يتم خداع المستخدِمين من خلال التحدث معهم والخوض في نقاشات معهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي للحصول على معلومات وصور معينة واستخدامها بطريقة سلبية.
ومنها الإهانة المباشرة هو أن يُهين المتنمر الشخص المتنمر عليه مباشرة من خلال إرسال الألفاظ النابية أو الإهانات مباشرة إليه بطريقة هجومية.
يحدث التنمر الإلكتروني العديد من الأضرار الكبيرة والتي تؤثر على الفرد والمجتمع بأشكال مختلفة.
فقلة احترام الذات وتدني ثقة الفرد بنفسه وقلة احترامه لذاته عندما يتنمر المتنمٌِر عليه بسبب مظهره و ملامحه، يشعر حينها بأنه أقل ممن حوله فيشعر بالخجل ويقل تفاعله بالآخرين.
المتنمّر يشعر بالقوة عندما يتمادى ويتنمر على الضحية، كما يُحاول أن يكتسب شعبية من خلال التنمر الإلكتروني، المشكلة هنا البيت وبالأخص الوالدين قد تكون علاقة المتنمر سيئة مع والديه أو قلة مراقبة الوالدين لتصرفه أو عدمها.
كلها تسبب الأذى النفسي للمتنمَّر عليه بالإضافة إلى حالة الحزن الشديد والانطواء والعزلة والإحباط وتراجع تحصيله الدراسي عندما يكون طالباً، إذ يمكن للتنمّر الإلكتروني غير المعروف أن يقضي على الثقة بالنفس والأمان والاطمئنان والحب فيشعور بالاضطهاد الدائم.
في الغالب الأطفال لا يتحدثون عن تعرضهم للتنمر، لأسباب كثيرة منها عدم إدراكهم لما يتعرضون له خاصاً حين يحدث التنمر بشكل خبيث لا يوحي بالتنمر، وكذلك ما يصيبهم من حرج عند الإحساس بهذا الشعور وعجزهم عن التعامل معه، أضف إلى ذلك القلق والخوف من أن لا أحد سيصدقهم أو يفهمهم، أو الخوف من الشخص المُتنمِر ذاته «للعلم أكثر المتنمرين يهددون ويتوعدون ليحموا أنفسهم».
خوف الأطفال من ردة فعل الأهل بحرمانهم من الإنترنت يمنعهم من التحدث لآبائهم.
رجاء حذار من السلبيات في التربية لأن نتائجها سيئة للغاية، بل لا بد من توجيه الأبناء حول آداب استخدام الانترنت ومنصّات التواصل الاجتماعي وتعليمهم الشجاعة وعدم الخوف وتوجيههم عن طريقة التعامل مع المتنمرين في حالة مصادفتهم.
إعطاء الأبناء الأمان والحب وتشجيعهم على التحدُّث معهم والقرب منهم يحميهم من الوقوع في شباك السيئين ويحافظ على صحتهم النفسية والعقلية وحياتهم الاجتماعية.
Aneesa_makkIhotmail.com